نقل قادمون من مدينة السويداء السورية الى البقاع امتناعَ عناصر الجيش من الطائفة الدرزية عن الالتحاق بمراكز أو مواقع الجيش النظامي.
وأشار هؤلاء الى رفض ثمانية آلاف عسكري يحملون رتبا مختلفة تنفيذ مذكرات رسمية اصدرتها قيادة الجيش النظامي تأمرهم فيها الالتحاق بمراكز قتالية في غير محافظة سورية، ولم يتجاوب مع تلك المذكرات سوى 168 عسكريا فقط.
وتسود حال من الغضب في اوساط اهالي السويداء، وبالتحديد في صفوف العسكريين منهم، او الخاضعين لشروط التعبئة العامة، بعدما عمد النظام الى تطبيق برنامج خبيث يهدف الى توريط ابناء الطائفة الدرزية في صراعات دموية مع مكونات ثانية من الطوائف المكونة للنسيج الاجتماعي السوري.
ويروي هؤلاء ان المخابرات السورية قتلت ما لا يقل عن 700 شاب درزي منذ بدء الانتفاضة السورية، حيث كانت تعمد الى تصفيتهم في مركز عملهم او مواقعهم، ومن ثم تنقلهم الى قراهم في محافظة السويداء في مواكب تشييع ضخمة تسبغ عليها أبعاداً مذهبية لاستجرار غضب الطائفة الدرزية ضد الثوار. ويبدو ان وعي الشارع الدرزي، ومن ورائه قيادته السياسية والروحية، حال دون نجاح برنامج النظام , لا بل انه اعطى نتائج عكسية تماما، نتائج تتقاطع بمعظمها مع احلام الشعب السوري في الحرية والديمقراطية.
ويلفت هؤلاء الى دور بارز اضطلعت به منتهى الاطرش والفنان السوري سميح شقير، وذلك من خلال شبكة تواصل على مدار الساعة تصدت لبرنامج النظام، وادارت عمل التنسيقيات في مدينة السويداء والقرى التابعة لها، وتمكنت ايضا من توفير الحد الادنى من وسائل الصمود، ومساعدة آلاف النازحين من احياء العاصمة السورية، وخاصة من "حي التضامن" الى السويداء.
واشاروا الى ان حال السويداء اليوم ما كان ليبلغ هذا المستوى من المواجهة من النظام الاسدي لولا تكامل دور القيادة الروحية المحلية مع دور الاطرش ومساعي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على هذا الصعيد.