الشيخ عوني خنيفس: "إن هذه الخطوة العظيمة تأتي في طريق بلوغ الشعب الفلسطيني غاياته وآماله الشرعية في الاستقلال والتحرر".
الرئيس محمود عباس: "لجنة التواصل تقوم بعمل عظيم لتحقيق تواصل الأهل في كل مكان لإعادة اللحمة إلى أبناء شعبنا في الداخل والتي حاول البعض تقسيمها". وفيما يتعلق بوضع اللاجئين في سوريّة قال :
"نحن اتخذنا موقفا ألا نتدخل في شؤون الدول الأخرى ولكنا لا نريد للاجئين الإقحام في الصراع وكل ما نتمناه خير الشعب السوريّ".
تقرير: مهدي سعد
قام وفد من لجنة التواصل الوطنية بزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، من أجل تهنئته بحصول فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة. ولقد ضم الوفد كوكبة من رجال الدين بالإضافة إلى النائب سعيد نفاع.
هذا وترافق وجود وفد لجنة التواصل الوطنيّة وفد شفاعمرو برئاسة رئيس البلديّة السيد ناهض خازم والنائب محمد بركة فأقيم حفل الاستقبال للوفدين معا تولّى عرافته الوزير السابق رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي السيّد عزام الأحمد.
وتحدث باسم الوفد رئيس لجنة التواصل الوطنية الشيخ عوني خنيفس، والذي بدأ كلمته قائلا: "شرف عظيم لنا أن نلتقي بك اليوم رئاسة وأعضاءُ "اللجنة الوطنية للتواصل" من كل قرانا العربية الدرزية من الجليل والكرمل. نحن كاسمنا ومنذ أن أسسنا لجنة التواصل نقشنا على علمنا التواصل بيننا وبين بقية أبناء شعبنا وأمتِنا عندنا في الداخل وفي فلسطين كلها ووراء الحدود بعد انقطاع دام سنوات وعينيا بعد نكبة شعبنا وقيام دولة إسرائيل، وتعرفون سيادتكم أن هذا الانقطاع فُرض علينا ولأسبابٍ وظروفٍ أقوى منا حيث فرض علينا لاحقاً سياسات ِ العزلِ والإبعادِ عن أبناء شعبنا مما جعل أجيالُنا تتربى بعيدا عن أصولها الوطنيةِ والعربيةِ دون أن نجد السند".
وتابع خنيفس حديثه قائلا: "جئناك اليوم مهنئين فخامتكم ومهنئين أنفسَنا بمناسبة حصول فلسطين على صفة الدولة المراقب غير العضو في الأمم المتحدة، ونقول لكم هذه مناسبة طيبة اليوم أن يتذكر العالم أن هناك شعبا فلسطينيا مهضوما ومظلوما وحان الوقت لإنصافه من أجل إحلال السلام والوئام في منطقة الشرق الأوسط والعالم كله، إن هذه الخطوة العظيمة تأتي في طريق بلوغ الشعب الفلسطيني غاياته وآماله الشرعية في الاستقلال والتحرر وقيام دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية وإحقاق حق اللاجئين من أبناء شعبنا".
وأضاف: "إن التأييد الدولي الذي تمثل في هذا الانجاز لم يكن ليتأتى لو خطواتكم الحكيمة، ويؤكد الإدراك الكامل بأن معاناة الشعب الفلسطيني وعذاباته كبيره ولم يتعرض لمثلها أي شعب آخر متمنين أن الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي لفلسطين هو آخر احتلال وآخر استعمار في العالم".
ووجه الشيخ خنيفس حديثه للرئيس عباس قائلا: "أنت من الرجال الذين قيل عنهم "ما بال الزمان يضن علينا بأناس ينبهون الناس، ويرفعون الالتباس، ويفكرون بحزم، ويعملون بعزم، ولا ينفكون حتى ينالوا ما يقصدون" وأنت أهل لها لذلك كلنا ثقة بأن تعمل على دعوة المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن إلى القيام بمسؤولياته لضمان حقوق الشعب الفلسطيني وإجبار إسرائيل على التوقف عن انتهاج سياسة العنف، وإلزامها بالتجاوب الحقيقي مع القرارات والمبادرات الدولية والإقليمية المتصلة بالعملية السلمية، وإيجاد حلول عادلة وشاملة تضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة".
وجاء في كلمة خنيفس: "نشجب العدوان الذي تعرّض له قطاع غزة مؤخرا، كما وندعو إلى رفع الحصار الظالم المفروض على القطاع وفتح كل المعابر ورفع المعاناة التي يعيشها القطاع وأن تتم الوحدة ويلتم شمل أبناء شعبنا. لقد تحقق المكسب الكبير للشعب الفلسطيني في اليوم المذكور بعيداً عن التفاوض والحوار، إن ما تحقق للشعب الفلسطيني في هذا اليوم يعود الفضل فيه إلى الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية التي تعد بحق بمثابة قائد تأريخي للشعب الفلسطيني، علماً أن سيادة الرئيس أبو مازن عندما تحرك باتجاه جعل فلسطين دولة بصفة مراقب، فان الكثيرين في حينه قيموا سعيه كمغامرة أو خطوة غير صائبة، ناهيكم عن تهديدات إسرائيل المتواصلة ومحاذير الولايات المتحدة، لكن سيادته لم يأبه بكل ذلك، ومضى قدماً في الاتجاه الذي رسمه إلى أن تحقق لشعبه ما أراد، إن ما جرى في ال 29 من تشرين الثاني الماضي، بعث التفاؤل في نفوس كل الشعوب المضطهدة والمحرومة من الاستقلال والدولة، وهو أن من الممكن للشعوب نيل حريتها. ونحن نبتهل إلى الله سبحانه وتعالى يا سيادة الرئيس أن تستمر في الكفاح الوطني السلمي حتى رفع علم فلسطين على مساجد وكنائس القدس الشريف. إنكم يا سيادة الرئيس أكملتم وبحكمة مسيرة المناضل التاريخي المرحوم ياسر عرفات الذي كان وضع المداميك الأولى لمفهوم القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وخطابكم في الأمم المتحدة ذكرنا بالخطاب التاريخي الذي ألقاه القائد الخالد أبو عمار في الأمم المتحدة سنة 1974، وقال عبارته الشهيرة آنذاك جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية ثائر، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".
وأكد خنيفس على أن "اللجنة الوطنية للتواصل تتمنى من سيادتكم دعمها من أجل إكمال مسيرتها الحقة وخاصة وأنتم تعلمون أن رئاسة وأعضاء اللجنة ومعهم المناضل الوطني الكبير موطد مشروع التواصل عندنا في الداخل المحامي النائب سعيد نفاع يلاحقون ملاحقات سياسيه حيث تجري محاكمات هدفها ضرب مشروع التواصل الوطني القومي. إننا نرى في لقائنا اليوم لبنة أخرى هامة في مشروعنا للتواصل الوطني والإنساني لا بالتواصل بإلقاء أبنائنا على الحواجز في مواجهة أبناء شعبهم، نرى فيك سندا لنا ورغم همومك الكبيرة التي تهدُ الجبال بهذا المشروع، ولذا سعينا إلى هذا اللقاء للتعبير عن فرحتنا وعن تواصلنا مع أبناء شعبنا عبرَك، ومتوخين منك العون لنا للتواصل مع أهلنا وأبناء أمتنا عبر الحدود وخصوصا أن المشروع يواجه عدا التعنت الإسرائيلي عقبات أخرى إطلاعك عليها مهم وفي الطريقة المناسبة".
وختم كلمته قائلا: "نحن نشد على يديك في مسعاك الصعب لإحقاق حق أبناء شعبنا بدولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحق المشردين منهم في حل عادل ليعودَ لهم التواصلُ مع أبناء شعبهم، وبالطرق التي تنتهجها بصبر وروية وعقلانية. متمنين لشعبنا الوحدة ثم الوحدة والرقيَ والرفعة والتحرر بزوال الاحتلال وندعو السلطات الإسرائيلية أن تستجيب لمساعيك السلمية فالسلمُ سيدُ الأحكام وفيه إحقاقُ حق الشعوب إن كان عادلا".
ورحب الرئيس محمود عباس بالوفد قائلا: "كل الترحيب والاحترام لإخوتنا عبر الخط الأخضر الذين يهنئون أنفسهم قبل تهنئتنا بهذا الإنجاز التاريخي في الأمم المتحدة. عام 1995 دخلت إلى أرض الوطن، وكان لي الشرف بزيارة مدينة شفا عمرو والتي رأيت فيها الوحدة الوطنية الفلسطينية بأبهج صورها، وتعبير صادق عن وحدة الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر".
وأضاف الرئيس عباس: "كل الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده يريد تجسيد حلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، لذلك كلنا يد واحدة لتحقيق هدف الشعب الفلسطيني بنيل الحرية والاستقلال، ونحن نقدر دعمكم وتأييدكم لهذا الحق في المحافل الدولية كافة".
وأشار إلى أن لجنة التواصل تقوم بعمل عظيم لتحقيق تواصل الأهل في كل مكان لإعادة اللحمة إلى أبناء شعبنا في الداخل والتي حاول البعض تقسيمها، فكل التحية لهذه اللجنة الهامة. وجدد التأكيد على الموقف الفلسطيني القاضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية، مشيرا إلى أن هناك حوالي 600 ألف فلسطيني يعيشون في سوريا ولا نريد إقحامهم في الصراع السوري، وكل ما نتمناه للشعب السوري أن تنتهي محنته التي يعيشها.