وداعًا أخي أبا حكمت
قال الأمير السيّد جمال الدين عبد الله التنوخي قدسّ الله ذكره :
الموت لا والدًا يبقي ولا ولدا هو السبيل ألى أن لا ترى أحدا
الموت فينا سهام غير مخطئة من فاته السهم يومًا لم يفته غدا
نعم يا أخي وجاري وصديق عمري , يا أبا حكمت , الموت حق يقطن فيما بيننا ونحن نقطن واياه سويّة . لقد غيّبك الموت عنّا صديقا" حبيبا" تحلّى بالعزيمة القويّة , بالصدق , دماثة الخلق وطيبة القلب ,النشاط والمثابرة , التسامح والوجه الباسم , التواضع بلا اصطناع , البساطة بلا تكلف , والعطاء بلا منّ .
لقد فارقتنا يا كمال واقفا" كأشجار النخيل , أذا كان الداء اللعين قد هزم الحياة في جسدك فستبقى حيا" في كل واحد فينا طالما بقيت الحياة وما دامت هناك دماء في الشرايين.
رحلت عنّا مبكرا" والعائلة والأهل والأبناء ونحن الأصدقاء في أمّس الحاجة أليك ,لكنّ هذه مشيئة الله سبحانه وتعالى,ولا مراد لمشيئته.
هاهم الأبناء والبنات أنّهم عزاؤنا بعد غيابك آملين من الله عزّ وجلّ أن يتابعوا المسيرة وأن يكونوا خير خلف لخير سلف ولينطلقوا في الحياة على أسس الخير والمنبت الطيّب .
ما أصعب الرثاء يا أخي كمال ,لكني أثقل على قلمي علّني أعبّر عن مشاعر الشوق,الحزن والألم لأعزّي نفسي والأهل بفقدانك ولأوفيك حقّك كقول الأمام عليّ كرّم الله وجهه :
"لا يكون الصديق صديقا" حتّى يحفظ أخاه في ثلاث : في غيبته ونكبته ووفاته " لقد كنت لنا نعم الصديق المخلص الأمين .
رحمك الله يا صديقي وأخي وأسكنك فسيح جناته وألهم الجميع الصبر والسلوان , ذكراك العطرة باقية فينا ما حيينا يا أبا حكمت .
أبو شادي ,نمر طريف
18.01.2013