في السّنة الماضية ،وفي مثل هذا التاريخ ،عُرِضّ في كيبوتس جينوسار/على
 ضفاف بحيرة طبريّة ،الجزء الاْوّل من مسرحيّة :واْد الزّيت العربي ،وقد
 كتبنا عن ذلك في عدّة صحف ومواقع الكترونيّة ،تحت عنوان :تبخّر الزّيت
 العربي ،وها نحن نعود اليوم  للجزء الثّاني من المسرحية ،في نفس الموقع ،
 نفس المُمثّلين، المُنتج، المُخرِج ،الاْضاءة، الديكور  والّدّبلجة معاً.
 حتى عام 1974 كان هناك مجلس التّبغ والزّيتون ، وُئِدَ التّبغ آنذاك من
 قِبَل الحكومة ،لاْنّ كافّة المزارعين كانوا عرباً،واْصبح المجلس :مجلس
 الزّيتون ،قبل نحو ثلاث سنوات ، توفّي آخر مدير للمجلس : السّيّد اْمين
 حسن /ساجور ، رحمه الله ،واْعلن عن عطاء لانتخاب رئيس جديد،وبما انّ
 العطاءات تكون مفصّلة في اْغلب الاْحيان طبقاً لاْشخاص معيّنين ، اختير
 المدير ،الاّ اْنّ اْحد المتنافسين تقدّم باستئناف للمحكمة العليا
 ،طاعناً بنزاهة التّعيين ،لذا جاء القرار بالغاء مجلس الزّيتون  وضمّه
 لمجلس النّباتات ،مع الاْبقاء على اسم : فرع الزّيتون ،كجزء من مجلس
 النّباتات .
 في السّنة المُنصرمة ،اْعلن فرع الزّيتون عن مسابقة :اْفضل الزّيوت
 ،واْسماهى : اْوّل مَشْقَة ،تقدّم العديد من الزّتّانة  العرب واليهود
 للمسابقة ،وعند تقديم الفائزين بالمسابقة ،لم يحظَ اْيّ عربي ، حتى
 بجائزة ترضية !لسان حال لجنة الفحص /المهنيّة !/ الزّيت العربي لم يكن ذا
 جودة عالية ! ويفتقر الى المواصفات المطلوبة.
 كاتب هذه السّطور احتجّ آنذاك  اْمام لجنة التّذوق ، يبدو اْنهم فقدوا
 حاسّة الذّوق و الشّم   !على هذا التّمييز الفاضح ، وقال على الملاْ
 انّها تمثيليّة / مسرحيّة مُبيّتة ! العضو العربي في اللجنة ،دافع عن
 لجنة التّحكيم بحجج غير مقنعة بتاتاً !
 كُنّا مجموعة من قُدامى الزّتّانة العرب ! اُْصبنا بخيبة اْمل ، قرّرنا
 اْ ن نتحدّى الاْمر هذه السّنة ، مشقنا زيتوننا السّوري /الصّوري / اْوّل
  مشقة، غربلنا ،عرّبنا ،نقّينا الثّمر ،حبّة حبّة !  ودرسناه في نفس يوم
 المشق ،خزّنّى الزّيت ،ثم قدمنا نماذج منه لفرع الزّيت في المكتب : كفر
 عنان/ كفار حنانيا/ ،قدم فاحص مهني  يهودي لبيتي ولمعصرة السّيّد محمد
 عامر / البقيعة ،اْخذ عيّنات اْخرى من زيتنا ، راقب التّخزين ، الصّيانة
 ،درجة الحرارة  و  ،ثمّ قدّم تقريرا خطّيّا ًلفرع الزّيتون   ،يشير به
 الى المواصفات الجيّدة لعيّنَتَيْنا .جاء اليوم الموعود لتقديم شهادات
 التّقدير ،في نفس صالة العرض في السّنة الماضية ،بعد محاضرات ،مماطلات
 ،عروضات وضيافات ،اْزفت ساعة الصّفر ،غصّت صالة العرض بالحضور من زتّانة
 وضيوف ،كنّا على اْحر ّمن الجمر ،لجنة الذّواقة /الفحص والتّقدير اعتلت
 المنصّة ،تمسمر الجميع على مقاعدهم مشدوهين مذهولين ،منتظرين قرار لجنة
 التّحكيم ،كلّ تُزيّن له نفسه باْنّه من الفائزين السّعداء ،المخرج
 المنفّذ تلا اسماء السّعداء التّسعة ،ثمانية من اليهود ،الجُدد على الكار
 ،كان الفوز من نصيبهم ،وللتّمويه والتّضليل اْدْرِجَ اسم زتّان عربي تحت
 شعار اسم يهودي شريك له ،لهما مصلحة مشتركة في احدى القرى التّعاونيّة
 الجليليّة !محمد عامر /البقيعة وكاتب هذه السّطور تقدّما من لجنة
 التّحكيم خائبَي الاْمل من هذا الاجحاف والاستخفاف معاً،العبد الفقير لله
 خاطب المُخرج المنفّذ،دكتور مهني زراعي :انتم لا تخجلون على انفسكم
 ،تمثّلون علينا جميعاً ،على عينك يا تاجر ،دون عدل وانصاف !انتم تعيدوننا
 الى اْيّام حزب مباي ،سيّئ الصّيت ،حيث كانت لجنة التّنسيب /التّعيين /
 تعيّن المرشّحين لعضويّة الكنيست طبقاً لاْهوائها وميولها ورغباتها
 ،رامية بمقولة الرّجل المناسب في المكان المناسب ، انّها مؤامرة مفضوحة
 مكشوفة على زيتوننا وزيتنا معاً،عليكم اْن تعتذروا لكافّة الزّتّانة
 العرب فرداً فرداً على اجحافكم وعنصريّتكم  وانحيازكم الاْعمى ،ثم خرجنا
 باْلم وحسرة  !
 انا اقولها بصدق واثناء تجوالي ، باْنني التقي مع بعض المعاصْريّة اليهود
 ،المتسلبطين على الكار ،يقولون نحن نشتري ثمر الزّيتون من القرى العربيّة
 : القحقيح : الجوال  المْعَوّر ، الكاتت تحت اْمّو ،ندرسه ونصنيّعه ،
 ندير الحمرة عا البورة ومنخلّي الدّعوة مستورة ! لحم وشحم وجلا ميط كلّو
 بينزل عا القبّان ، عا عينك يا تاجر ،ان شفتك شفتك ! وان ما شفتك راحت
 عليك ! اللي بيعرف بيعرف واللي ما بيعرف بيقول كفّ عدس !
 بعد اْيام اتّصل بي عضو لجنة التّحكيم/ العربي الوحيد/وهو دكتور زراعي
 ،نحترمه ونجلّه على الصّعيد الشّخصي ،معبّرا عن استياء لجنة التّحكيم من
 كلامي الجارح !قلتُ له اْنا لا زلتُ متمسّكاً براْيي،ولن تقنعني بحسن
 نواياكم المزعومة ،وساْنشر الاْمر على الملاّْ !ليبقى الزّيت عندنا
 مكدّساّ معتّقاً ،  مخزّنا من سنة الى سنة ، لتيئيس المزارعين العرب ،في
 حين يحصل الزّتّانة اليهود على شارات الجودة لتسهيل تسويق زيتهم في
 الدّاخل والخارج ،لجنة التّحكيم تستغلّ اسمك كورقة التّين لتغطية عورتها
 وعنصريّتها !
 قال هذا :دعني اْعود ثانية الى عيّنتَي ّنمر نمر ومحمدعامر ،وانا بنفسي
 ساْفحص زيتكما من جديد  ،وساْوافيك بالجواب بعد ذلك ! .
  ونتساءل بصدق طبقاً لما جاء في مخزوننا الرّوحي والفكري العقائدي/ القرآن الكريم :
 واذا الموؤودة سُئلتْ  باْيّ ذَنْبٍ قُتِلَت ْ ! /صدق الله العظيم / التّكوير /
 في ا لجاهليّة واْدوا البنات خشية : الفقر /الاْملاق والعار ، فجاء
 الاسلام الحنيف ووضع حدّا ًلهذه الجريمة ، اْمّا اليوم فزيتوننا وزيتنا
 العربي الصّافي  والمبارك ، يُواْدُ علانية  ، من قِبّل السّلطات
 المعيّنة ،كما وُئد من قبل : التّبغ ،الخضراوات ، الفواكه  والحبل عا
 الجّرار  ،لاْجل افقار الفلاح العربي ، مع سبق الاّصرار ولتيئيسه وحمله
 على اهمال هذه الشجرة المباركة ، واهمال اْرضه ،حتى يتخلّص منها باْبخس
 الاّثمان .
 دعونا نتوجه بعفويّة وصدق  الى مؤسّساتنا الاْهليّة والرّسميّة :
 سلطات محلّيّة،لجان متابعة ،الاحزاب العربيّة والمشتركة التي تمثّلنا ،
 بعد اْن اصبحت انتخابات الكنيست من خلفنا ،اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب
 !راجينهم جميعاً اْن يتابعوا الموضوع بشفّافيّة واحقاق الحقّ وازهاق
 الباطل ،وبعث الزّيت العربي من جديد ليتبوّاْ مكانه الطّبيعي قبل فوات
 الاْوان   !