لم يخفي ألاخ أبو نبيل شكيب شنان عبر صفحته على الفيسبوك وبعدد من المواقع الاكترونيه مشاعرة أزاء أمكاتيه عدم عودته الى البرلمان الاسرائيلي بعد أن تنازل حزبه بقياده أيهود باراك من خوض الانتخابات ألاخيره للكنيست. الامر الذي سيمنع حسب قوله الاستمرار في مسيره العطاء وسيقلص منه أمكانيات خدمه أبناء طائفته.
للنواب الدروز الخمسة اللذين لم يحتلوا مقاعد برلمانية في الكنيست الجديدة تاريخ حافل من العمل الاجتماعي والسياسي، وقد قدموا من خلال وظائفهم، الكثيرمن الخدمات لابناء الطائفه بشكل خاص وللمجتمع العربي في اسرائيل بشكل عام، وكان لي الشرف بان أشاركهم في عدد من محطات مسيرتهم قبيل التحاقي بالدراسة ألاكاديميه.
ولكن بنظري بان العمل الجماهيري الناجح لا يقتصر على الفتره التي يخدم بها النائب في البرلمان فحسب، وانما إمكانيات كسب ثقه الجماهير به يجب أن تقاس تقديراً لعمله في الفترة ما بعد خسارته أو تنحيه عن مقعده البرلماني.
هذا الطرح مبني على عده حقائق ، أهمها ، إنشغال نائب البرلمان خلال فتره نيابته بشكل مستمر بأمور برلمانيه داخليه، وبجلسات لجان تعالج في أغلب الوقت قضايا بعيده كل البعد عن قضايانا الملحه، على الاغلب، قضايا تتعلق بعمليه تشريع القوانين، وهي، بشكل عام، الوظيفه التي تشغل اغلبيه وقت النواب.
ناهيك عن الحقيقه بأن الجزء الاكبر من وقته يقضيه النائب في مواضيع وبرامج حزبيه تتعلق بكيفيه محافظته على مكانته داخل الحزب ومقعده على لائحه المرشحين، وهنا ايضاً نتحدث عن برامج لا تقترب ولا باي شكل من قضاينا، ولربما يمكن القول بانها كثيراً ما تتعارض مع مصالحنا خاصه اذا كان النائب عضو في حزب يميني.
ليس المقصود بان العمل البرلماني غير مهم، وانما العكس تماماً، وما اعنيه بأن التحرر من القيود المفروضه على النائب، والناتجه من طبيعه عمله البرلماني والحزبي،من جهه، وتجربته الغنيه في الادارة العامه وكيفيه عمل المكاتب الحكوميه، والتي من المفروض ان يكون قد اكتسبها خلال فتره نيابته في البرلمان، من جهه أخرى، هي الشروط المثاليه المطلوبه من اجل الاستمرار في مسيره العطاء وخدمه أبناء الطائفه في السنوات المقبله.
اعتقد ان الكثيرين من ابناء الطائفه يوافقوني ان هنالك حاجه ماسه لبناء مشاريع ومؤسسات على مستوى طائفي تخدم ابناء الطائفة في قضايانا العصريه الملحه، فهنالك حاجه ماسه لمؤسسه محترفه تقوم برعايه ما تبقى من اراضينا من اجل الاجيال الصاعده، والتصدي لمحاولات سلب الاراضي منا بشكل محترف وتقني، هنالك ايضاً حاجه ماسه تحتضن الفتيات الدرزيات اللواتي غدر بهن الزمن لسبب من الاسباب، وكذلك لمؤسسه تسعى في بناء وحدات سكن وعمارات جماهيريه تساعد على حل مشكله النقص في البناء في قرانا، ولمكتبه رئيسيه عامه، وارشيف ومؤسسات أخرى كثيرة...
الاخوة اللذين خدموا في السنوات الأخيرة كنواب قدر كبير من التجربه وقد حصلوا على ثقه العديد منا خلال مسيرتهم السياسية، وها قد جاء الوقت، لترجمة الدعايات الرنانه والوعود الى افعال حتى في مشروع صغير، طالما الهدف من ورائه الخدمه العامه والتعالي على افكار وحسابات حزبيه ضيقه.
العاملون على مثل هذه المشاريع من بيننا، قليلاً ما يحصلون على شهادات تقديريه من الزعامات السياسية والدينية، وفي كثيرمن الأحيان يلاحظ غيابهم من الصف الاول في أفراحنا وأتراحنا، ولكنهم بالطبع أن فعلوا ذلك، سوف يحتلون قلوب الكثيرين من بيننا وسيدخلون التاريخ من بابه الأوسع، لا من أبواب الكنيست الضيقه.
هذة المقاله مهداه للسيد أبو زاهي سعيد نبواني مؤسس بيت التراث الدرزي في جولس على ما قدمه من أجل حفظ تاريخنا وثقافتنا على أمل الانضمام اليه يوماً في مسيره العطاء.