استضافت جامعة حيفا يوم أمس، الخميس 150 طالبًا وطالبة من طبقة الثّواني عشر من المدرسة الشّاملة "ا" على اسم قاسم غانم - المغار، الّذين حلّوا ضُيوفًا على برنامج "القيادة الأكاديميَّة والاجتماعيَّة لأبناء الطّائفة الدّرزيَّة" بإدارة السّيّد إياد قزل.
ورافق الطّلاب إلى الجامعة مُدير المدرسة د. سعيد قزل، المُعلّمون والمُربّون : المُربي عفيف خير، المُربي سليمان عمران، المُستشار التّربوي الأستاذ علي سرحان، المُربّية عبير يعقوب، المُربّية سمر فرّاج، المُربّية أحلام شبلي، المُربّي نايف معدّي والمُربّي عبد الكريم نوالسة.
افتتح اللقاء مُدير المدرسة د. سعيد قزل، الّذي شكر كل من عمل لإنجاح هذا اليوم وأكّد للطّلاب على أهمِّيَّة التّعليم العالي بين أبناء القرية والمُجتمع عامَّة. كما تطرّق د. قزل إلى الجُهود الكبيرة الّتي تبذلها المدرسة في سبيل المُساهمة في عمليَّة قُبول الطّلاب مُستقبلًا في معاهد التّعليم العُليا الأفضل في البلاد.
تلاه البروفيسور توفيق منصور من قسم الرّياضيّات في جامعة حيفا، وهو من سُكّان قرية عسفيا، حيث تحدّث البروفيسور منصور عن أهمَّيَّة الثّقافة العلميَّة في الجامعة وبشكل عام، كما تطرّق لموضوع تعليم الرّياضيّات في الجامعة وشُروط القُبول، برامج تعليميَّة ومجالات العمل في هذا المجال مُستقبَلًا. وتطرّق البروفيسور منصور كذلك إلى النّقص في عدد مُعلّمي الرّياضيّات، العُلوم والالكترونيكا في الطّائفة الدُّرزيَّة.
وكان المُحاضِر المركزي في هذا الحدث السّيّد إياد قزل، مُدير برنامج "القيادة الأكاديميَّة والاجتماعيَّة لأبناء الطّائفة الدُّرزيَّة"، حيث تحدَّث في مُحاضرته عن المواضيع التّالية:
1. أهمِّيَّة الثّقافة العلميَّة والتكنولوجيَّة وسط أبناء قرية المغار وبشكل عام. وأكّد أنَّ التّوجّه المُتطوّر اليوم في كافّة المُؤسّسات الأكاديميَّة في البلاد والجامعات بشكل خاص هو التّطور في المجال العلميّ، وذكر بأنّ في العقد الأخير تمّ فتح الكثير من البرامج للتّعليم والبحث العلميّ وذلك بسبب كون الدّعاية الأكثر أهمّيّة للمُؤسّسات الأكاديميَّة تأتي من المجال العلميّ، ونوّه في حديثه إلى معهد التّخنيون الّذي تخرّج منه ثلاثة فائزين بجائزة نوبل وبذلك يخطو التّخنيون خطواته في مقدمّة المجال العلميّ في العالم من حيث الأبحاث والابتكارات. وحثّ السّيّد إياد قزل الطّلاب على اختيار مسار البحث العلميّ.
2. وطرح السّيّد قزل مُعطيات مُثيرة للأهميَّة على التّصدير الإسرائيلي الّذي تلخّص عام 2011 بـ 89 مليارد دولار (باستثناء الشّركات النّاشئة). وركّز السّيد إياد قزل في حديثه على فُروع التّصدير الأساسيَّة لدولة إسرائيل : في مجال الهايتك، تصدير الأدوية، مواد اتّصال الكترونيَّة، عناصر الكترونيَّة، مواد كيميائيَّة، بلاستيك، الماس، منتوجات غذائيَّة ومشروبات، وتصدير زراعيّ.
وأكّد السّيد قزل في حديثه على أنّ المستقبل الاقتصادي لدولة إسرائيل يكمن في الالكترونيكا والصّناعة الالكترونيَّة، صناعة الأدوية، وعليه أكّد للطّلاب على الحاجة الماسّة في تعلّ المواضيع العلميَّة والتّكنولوجيَّة ليكونوا جزءًا هامًّا من العوامل المُؤثّرة على الاقتصاد الإسرائيليّ.
وأضاف السّيد إياد قزل أنّ مستقبلنا يكمُن في تحصيل الثّقافة بسبب أنّ في إسرائيل لا يوجد نفط، فحم، أو مساحات كبيرة للزّراعة، الإنسان هو رأس المال الأكثر أهمّيَّة وبفضله فإنّ إسرائيل موجودة بين المُتصدّرين من دول العالم في المجال العلمي والتّكنولوجي. وتحدّث عن البروفيسور فؤاد فارس الّذي تخصّص في مجال البيولوجيا والّذي فتح بإنجازاته في البحث العلميّ طريقًا في هذا المجال وعلى وجه الخُصوص نجاحه في تطوير دواء يُباع اليوم في أنحاء العالم.
3. تحدّث السّيد إياد أيضًا عن أهمّية التّفوّق في التّعليم، وأكّد أنّ الجامعة تُساهم كثيرًا وتُساعد بدرجة عالية جدًّا الطّلاب المُمتازين حيث يحصلون على منح تعليميّة مادّيَّة خاصَّة بسبب كونهم مُتفوّقين ولأنّ الجامعة تفتح أمامهم أبواب البحث والمعرفة.
4. تحدّث السّيد إياد عن البرنامج الّذي يُديرُه في الجامعة، والمبني من ثلاثة مشاريع وبرامج : برنامج القيادة الأكاديميَّة والّتي يُشارك فيها 25 طالبًا وطالبة دُروز مُتفوّقين، حيث يحصلون على تمويل كامل لرُسوم التّعليم على مدار دراسة اللقب بالإضافة إلى دعم في التّعليم. ويُموّل هذا البرنامج من قِبَل جمعيّات من خارج البلاد. وبرنامج القيادة الاجتماعيَّة والّتي يُشارِك فيها 85 طالبًا، يحصل كلّ منهم على منحة بقدر 5000 شيكل مُقابل تطوّعه 120 ساعة في مشاريع اجتماعيّة مُختلفة. وبرنامج التّوجيه والمُساعدة التّعليميّة الّتي يتلقّى فيها طُلاب مُتفوّقون في السّنة الدّراسيّة الأولى لهم دعمًا تعليميًّا على يد طُلاب مُتفوّقين في السّنة الدّراسيّة الثّانية لهُم.
5. وتحدَّث كذلك عن دعم عميد الطّلبة في الجامعة في موضوع تقديم الدُروس الخُصوصيَّة، توجيه وتركيز تعليميّ بهدف مُساعدة الطّلاب من أجل النّجاح في التّعليم.
6. تحدّث السّيد إياد أيضًا عن الصّعوبات الّتي يُواجهها الطلاب الجامعيّون من الوسط غير اليهودي في السّنة الأولى من مشوارهم الدّراسيّ، وخاصّة الصّعوبة في اللغة العبريّة الرّسميَّة، حيث لا ينجح الطّلاب بالتّعامل والتّأقلم مع مستوى اللغة الأكاديميَّة، ويستصعبون التّعبير عن أنفسهم بالكلام والكتابة، ولذلك طلب السّيد قزل من الطّلاب بذل جهد كبير في تعلّم العبريّة بالإضافة إلى الإنجليزيَّة وذلك لما يتطلّب التّعليم في المعاهد العُليا خلال دراستهم. وتطرّق كذلك إلى الصّعوبة في تقسيم الوقت لدى الطّلاب، حيث لا ينجح الكثيرون بإدارة وقتهم بالشّكل الصّحيح، الأمر الّذي يضرّ في تحصيلهم التّعليميّ. كما تحدّث عن انعدام ونقص الوسائل والخبرات التّعليميَّة في التّأقلم مع كميّة كبيرة من المواد التّعليميَّة، الأمر الّذي يؤدّي إلى الخوف من الامتحانات، وذكر في هذا الصّدد أنّ في الجامعة يوجد قسم للاستشارة هدفه مُساعدة الطّلاب.
7. وتحدّث عن مرحلة التّحضير للتّعليم العالي، وأهمّية اختيار تعلّم المواضيع المطلوبة، والّتي تُجيب على قُدرات المُرشّح، المواضيع الّتي تفتح أمام الخرّيج أبوابًا عديد للنّجاح في المُستقبل، وطلب من الطّلاب التوجّه إلى الاستشارة الأكاديميَّة الّتي يعطيها بنفسه للطّلاب.
8. كما تطرّق السّيد إياد قزل إلى ظاهرة استخدام جهاز "الآيفون" الّتي تجتاح المدارس وأبناء الشبيبة، وقال إنّ الظّاهرة تضر بصورة كبيرة حيث إنّ الجهاز يُخرج الطالب من تركيزه، وينشغل الطلاب بالرّسائل، الصّور والموسيقى، الأمر الّذي يمنعهم من تخصيص الوقت الكافي لدراستهم، وحتّى يُؤدّي إلى ظواهر سلبيَّة أخرى داخل المُجتمع ويضر بأبناء الشّبيبة.
واختتم هذا اللقاء مُدير المدرسة، د. سعيد قزل بحديثه عن إيمانه بقدرات طلّاب مدرسته وأكّد إلى أي مدى هناك أهمّيّة في أن يختار الطلاب المسار الأكايميّ في المستقبل ليكون مُفتاج النّجاح أمامهم مُستقبلًا.
كما تجوّل الطّلاب في رحاب الجامعة بإرشاد مُركّزة المشروع في المغار من قبل فرع "الانخراط الاجتماعيّ - מעורבות חברתית" بشرى كنج، ورافقت الطّلاب من قبل البرنامج كذلك الطالبات الجامعيّات : مثيل دغش، ملك دغش، مرام هزيمة، شفاء عزام، منار فلاح، روزان عمران، ميس غانم، خلود قزل، سحر قزل، ثروت سرحان، ريهام عزقي، أثير سرحان، ريام جوعيه. وهدفت الجولة إلى تعرّف الطّلاب على الحرم الجامعيّ مثل : منطقة المساكن الجامعيّة، التّحضير ما قبل الأكاديميّ، مباني الأقسام المُختلفة، مبنى المكتبة، قسم التّسجيل، مركز المعلومات للمُتسجّلين، متحف "هخط"، استطلاع من البرج ومبنى "بيت الطالب" الّذي يضم رابطة الطّلاب، عميد الطّلبة، فرع الانخراط الاجتماعيّ وفرع الاستشارة والمُساعدة الشّخصيَّة. كما تخلّلت الجولة دخول الطّلاب إلى قاعات التّعليم، شرحًا عن طُرق تعليم المُحاضرين، الحُضور، مسارات التّعليم، الامتحانات وغيرها.