موقع سبيل - من رفيق بكري
* الإضراب الاحتجاجي العام ضد جريمة الهدم يشلّ الحركة التجارية والصناعية في أم الفحم والقرى المجاورة * إلإعلان عن أداء صلاة الجمعة على أنقاض سوق السعدي المهدوم * إعادة إعمار البناء من جديد والإعلان عن افتتاح احتفالي للسوق خلال أسبوعين.
شهدت مدينة أم الفحم والقرى المجاورة لها إضراباً شاملاً احتجاجاً على جريمة هدم سوق السعدي للخضار والفواكه بحجة "البناء غير المرخّص".
وقد استجاب المواطنون لقرارات لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وبلدية أم الفحم واللجنة الشعبية لقرار الإضراب العام والشامل حيث أغلقت المحال التجارية والمؤسسات والمرافق العامة واعتصم المئات من الأهالي في خيمة الاعتصام التي تمّ بناؤها على أنقاض البناء المهدوم الذي تبلغ مساحته أكثر من 1500 متر مربع. وشوهدت الجرافات وعدد من المتطوّعين يقومون بتنظيف الردم تمهيداً لإعادة بناء السوق في الأسابيع المقبلة.
هذا وتقاطرت وفود التضامن إلى خيمة الاعتصام من رؤساء سلطات محلية عربية وممثلي الحركات والأحزاب السياسية الفاعلة في الوسط العربي، في مقدّمتهم رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد زيدان ورئيس لجنة الرؤساء العربية المهندس رامز جرايسي، وفي خيمة الاعتصام أجمع الحاضرون على تنفيذ عدد من الخطوات والنشاطات الاحتجاجية منها: * أداء صلاة الجمعة مكان البناء المهدوم بعد تنظيفه * إعادة إعمار البناء من جديد* العمل على إعداد برنامج للاحتفال بافتتاح السوق الجديد خلال أسبوعين*
النائب الجبهوي الفحماوي د. عفو إغبارية:
لسنا من هواة مخالفة القانون والسؤال المركزي: لماذا لا تستجيب لجان التنظيم لتوجّهات المواطنين لمنحهم الترخيص
النائب الفحماوي الجبهوي د. عفو إغبارية قال: "إن مسلسل الهدم المتواصل بحجّة البناء غير المرخّص هو أكذوبة سلطوية قديمة جديدة، لم تعد تنطلي على جماهيرنا العربية، فمن جهة تستميت حكومة إسرائيل اليمينية بمواصلة برنامجها الاستيطاني في المناطق الفلسطينية المحتلة تحت غطاء النمو والازدياد السكاني الطبيعي ومن جهة أخرى تتجاهل هذه المسألة عندما يتعلّق بالمواطنين العرب في إسرائيل وبذلك فهي تكيل بمكيالين وتحتسب العرب مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة".
وأضاف إغبارية: "نحن لسنا من هواة مخالفة القانون ولا نريد أن نبني بيوتنا على أراضينا بدون ترخيص ولذلك السؤال الجوهري هو : لماذا لا تستجيب لجان التنظيم لتوجّهات المواطنين المتكرّرة وترفض منحهم الترخيص!! في حين تضع كل التسهيلات أمام المستوطنات المجاورة المبنية أصلاً على الأراضي العربية، ولا نسمع على سبيل المثال أي رفض أو تهديد بالهدم لمباني بلدة برديس حنّا المحاذية للشارع الرئيسي".
وقال د. إغبارية: "بسبب كل ذلك يتهرّب وزير الداخلية إيلي يشاي من الجلوس مع رئيس لجنة رؤساء السلطات المحلية رامز جرايسي ولذلك ومن منطلق موقعنا في البرلمان الإسرائيلي سنمارس الضغط على وزير الداخلية إيلي يشاي لتنظيم جلسة مع لجنة رؤساء السلطات المحلية لبحث قضية توسيع مناطق نفوذ السلطات المحلية العربية للتوصل كمرحلة أولى إلى تجميد أوامر الهدم في الوسط العربي ووقف تضييق الخناق على قرانا ومدننا العربية".
رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة النائب محمد بركة:
جماهيرنا العربية في هذه الأيام تمر في أحلك الظروف التي مرّت عليها منذ ستّين عاماً
رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة النائب محمد بركة قال: "جماهيرنا العربية في هذه الأيام تمر في أحلك الظروف منذ ستّين عاماً، حيث تواجه معركة شرسة غير متكافئة مع اليمين المتطرف المسيطر على لقمة عيشها ومكان العمل وحتى على مستقبل وجودها وبقائها في وطن الآباء والأجداد.
نحن في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ومن منطلق المسؤولية التاريخية التي حملناها على مدار عقود طويلة ندعو جماهيرنا إلى اتخاذ الحيطة والحذر من مغبّة سلوك اللامبالاة في الدفاع عن حقوقها القومية والمدنية، فإن مطلب الساعة يتطلّب من الأحزاب والحركات السياسية والجمهور العام، هبّة شعبية والتفاف جماهيري واسع حول قيادة الجماهير العربية المتمثّلة بلجنة المتابعة ولجنة الرؤساء لمواجهة التحديات القادمة في ظل حكومة الكوارث اليمينية التي تسد الطريق أمام أي أمل لتحقيق السلام العادل في المنطقة وتصعّد من حملتها العنصرية الهستيرية ضد الجماهير العربية".
وأضاف بركة: "إننا على ثقة تامّة أن جماهير أم الفحم والمثلث الصامد وإخواننا في النقب سيعرفون كيف يتصدون لمخططات الهدم والترحيل وسيعيدون مخططات السلطة إلى جحورها خائبة".
رئيس لجنة الرؤساء رامز جرايسي:
قضايا التنظيم والبناء ستكون على رأس أجندة عمل لجنة الرؤساء في الدورة الحالية
رئيس لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية المهندس رامز جرايسي قال: "جئنا لنضمّ صوتنا مع بلدية أم الفحم واللجنة الشعبية ولجنة المتابعة، لأن عملية الهدم في أم الفحم تأتي ضمن مسلسل هدم متواصل وبوتيرة عالية أسبوعياً في الفترة الأخيرة وخاصة في منطقتي المثلث والنقب وتأتي عمليات الهدم في مرحلة تواجه فيها جماهيرنا العربية أعنف هجمة عنصرية في مركزها تقديم لوائح اتهام ضد الشبان الشفاعمريين المتهمين بموت السفاح نتان زادة، بدلاً من التحقيق في جذور شجرة التحريض العنصري السامة التي تكوِّن الدفيئة لتغذية غلاة العنصرية والفاشية في البلاد".
وأضاف جرايسي: "هناك حالة من التصعيد المعادي للعرب في ظل سياسة الحكومة الجديدة التي تضم الأحزاب الأكثر يمينية الداعية إلى مخططات ترانسفيرية أكل الدهر عليها وشرب. ولذلك هناك حاجة في ظل المعطيات الجديدة لإجراء بحث عميق في الخطوات والإجراءات التي من الضروري اتخاذها لمواجهة هذه الموجة التصعيدية، من خلال توسيع القاعدة الشعبية الكفاحية، من خلال تجنيد الشارع اليهودي وقوى ديمقراطية يهمها موضوع التعايش الحقيقي والمساواة بين الشعبين".
وقال جرايسي: "ستعقد لجنة الرؤساء قريباً ثلاثة أيام دراسية لبحث مجمل القضايا التي تهم جماهيرنا العربية وفي مقدّمتها قضايا التنظيم والبناء ومناطق النفوذ وتوسيع مسطّحات البلدات العربية من أجل رفع مستوى جهاز التعليم والتطوير الاقتصادي ولتقليص بؤرة البطالة وغيرها من القضايا التي ستكون على رأس أجندة عمل لجنة الرؤساء في الدورة الحالية".
النائب د. حنا سويد:
حتى يكون للنضال الشعبي الجماهيري مردود يجب أن يسانده عمل مسؤول صادق ومهني
رئيس كتلة الجبهة في الكنيست النائب د. حنا سويد قال: "إن مدينة أم الفحم كونها مدينة كبيرة تفتقر للخدمات وفرص ازدهار التجارة والصناعة العامة وكل ذلك مرتبط بعدم وجود مخطط هيكلي مصادق عليه من وزارة الداخلية ولجان التنظيم والبناء، الأمر الذي يدفع الناس ويجبرهم على البناء بدون ترخيص في ظل رفض لجان التنظيم لقبول طلبات المواطنين".
وأضاف د. سويد: "الهدم هو السياسة واللغة الوحيدة التي تفهمها الداخلية ولجان التنظيم ولا أتوقّع أن يجري تغيير جوهري بسياسة الحكومة بما يتعلّق بالبناء غير المرخّص وسياسة تضييق الخناق على سلطاتنا المحلية العربية. ولهذا فإن الوسيلة الوحيدة لمواجهة هذه السياسة هو فقط من خلال إعداد وبرمجة مخطّطات بديلة من قبل السلطات المحلية العربية وعدم الاكتفاء بالحديث عن سياسة الحكومة العنصرية أو انتظار الدوائر الحكومية لتقوم بذلك".
وقال د. سويد: "حتى يكون للنضال الشعبي الجماهيري مردود يجب أن يسانده عمل مسؤول صادق ومهني يخدم الهدف المحدّد من خلال الوسائل والأدوات القانونية، فبدون ذلك يصبح النضال غير مسؤول وبدون نتائج إيجابية ملموسة".
رئيس لجنة المتابعة محمد زيدان:
الموقف يتطلب وقفة وحدوية وإعداد برنامج لمواجهة مخططات السلطة
أما رئيس لجنة المتابعة محمد زيدان فقال: "إن ما حدث في أم الفحم وما تواجهه جماهيرنا العربية يتطلب وقفة وحدوية لكافة القوى السياسية والقيادات التمثيلية للجماهير العربية، من خلال إعداد برنامج استراتيجي منهجي لمواجهة مخططات السلطة الحاكمة ووقف مسلسل الهدم المتواصل".
ودعا زيدان الجهات الحكومية الرسمية للكف عن سياستها العنصرية بحق الجماهير العربية التي لن ترضخ ولن تسلّم بالأمر الواقع وعن حقّها بالعيش بكرامة في وطن الآباء والأجداد.
رئيس بلدية شفاعمرو ناهض خازم:
كان بالإمكان إرجاء أوامر الهدم وإعطاء الفرصة للبلدية لإتمام معاملاتها الرسمية
رئيس بلدية شفاعمرو ناهض خازم قال: "هناك لدى بلدية أم الفحم خطّة جاهزة لخارطة هيكلية مفصّلة تتلاءم مع حاجات المدينة والمنطقة وطالبت بضمّها إلى المسطح وقد تمّ تقديمها للجان التخطيط. ولهذا باعتقادي كان بالإمكان إرجاء أوامر الهدم وإعطاء الفرصة للبلدية لإتمام معاملاتها الرسمية".
وقال خازم: "جئنا للتضامن مع أم الفحم وبلديتها ومع صاحب البناء المهدوم، فإيماننا بهذا البلد بوحدة وتضافر أهله قويّ وإنني على ثقّة أنهم سيجتازون هذه الأزمة".
صاحب الأرض والبناء المهدوم أحمد سعادة:
الحشد البوليسي والأمني استهدف استفزاز الجماهير لجرِّهم إلى التصادم
صاحب الأرض والبناء المهدوم أحمد صالح سعادة قال: "عملية الهدم نفذّت في الظلام وبالكتمان وعندما علمنا بالخبر منعنا من الاقتراب من المكان وسمحوا فقط بدخول النائب د. عفو إغبارية ورئيس البلدية الشيخ خالد حمدان".
وأضاف سعادة: "إن الحشد البوليسي والأمني استهدف استفزاز الجماهير لجرِّهم إلى التصادم ولكننا فوّتنا عليهم هذه الفرصة وسنعالج الأمر بالحكمة، تمشياً مع القرارات التي اتخذتها الهيئات التمثيلية لجماهيرنا العربية".
مستأجر البناء وصاحب السوق المهدوم محمود سعدي:
ما يعزّينا أننا منعنا أي تصادم بين الناس ورجال الأمن ولم يتأذى أي إنسان
أما مستأجر البناء صاحب سوق السعدي محمود فايز سعدي فقال: "ما يعزّينا أنه بالدرجة الأولى لم يجر أي تصادم بين الناس وقوات الشرطة والأمن ولم يتأذى أي إنسان ولا يسعني هنا إلا أن أشكر جميع أهالي البلد ورئيس البلدية الشيخ خالد حمدان والنائب د. عفو إغبارية على وقفتهم المشرِّفة وإنجاح الإضراب".
رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم عدنان عبد الهادي:
مخططات السلطة العنصرية لن تنجح وسنواصل المطالبة بحقّنا المشروع بفرص العمل والأرض والمسكن
رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم عدنان عبد الهادي قال: "أسلوب تنفيذ الهدم كان مستفزّاً جداً فقد طوّق آلاف من أفراد الشرطة وحرس الحدود ووحدات "اليسام" منطقة الهدم، مدجّجين بالسلاح والهراوات وكأنهم على وشك شن معركة واسعة ضد الأهالي في وادي عارة".
وأضاف عبد الهادي: "هناك عشرات البيوت في أم الفحم مهدّدة بالهدم ورغم مرور ستين عاماً، إلا أن المدينة لا تزال بدون خارطة هيكلية مصادق عليها. في ظل هذه المضايقات هناك 70% من سكان أم الفحم هم من جيل الشباب الذين ينتظرون الفرج من أجل إيجاد مساكن تأويهم، ومقابل هذا الوضع المزري السلطة تضرب بعرض الحائط حاجات المواطنين وتعلن الحرب الترانسفيرية من خلال الأوساط الحكومية ولكننا نقول لهم أن هذه المخططات العنصرية لن تنجح وسوف نواصل المطالبة بحقّنا المشروع بفرص العمل والأرض والمسكن".