إن ظاهرة العنف المستشري في القرى العربية وأخص في هذه المقالة الدرزية منها آخذةٌ بالتفاقم فيكاد لا يمر شهر أو حتى أسبوع إلا ونسمع فيه عن عملية قتلٍ أو طعن أو اطلاق نار أو سرقة هنا أو هناك .
والأمر الملفت للانتباه أن هذه الظواهر المقلقة آخذة بالازدياد في الآونة الأخيرة في القرى الدرزية خاصةً وباتت تهدد سلامة المواطنين العزَّل في كل قريةٍ وقرية دون استثناء حتى في القرى الصغيرة التي كانت وادعة فاليوم حتى هذه القرى تكاد لا تسلم من تجار المخدرات ومن مخبئي الذخيرة والسلاح غير المرخص ولا عجب عندما نسمع مثلا عن اعتقال مشتبه لقيامه بزرع نبات المرخوانة أو الحشيش في حديقة منزله .
إن عمليات القتل وتصفية الحسابات بين عصابات العالم السفلي باتت تتكرر بشكلٍ متسارع تكاد لا تسلم منه أية قرية من قرانا .
إن هذه الآفة التي أخذت تهدد الجميع وتخطف في كثير من الأحيان أرواح الأبرياء وتهدد سلامة الأطفال والنساء العزل أصبحت المشكلة الأولى والرئيسية التي يجب على قيادة مجتمعنا السياسي والديني والتربوي التحرك من أجل معالجتها قبل أن تحرق الأخضر واليابس .
إن ثمة مسؤولية كبرى يجب أن يتحملها قادة المجتمع وأخص هنا رؤساء المجالس في كافة القرى المطالبين بوضع خطة عمل فورية وناجعة من خلال منتدى رؤساء السلطات المحلية الدرزية والشركسية للحد من انتشار العنف في قرانا وذلك قبل أن نضع اللوم على الشرطة المطالبة هي الأخرى بالكف عن التهاون مع عصابات المجرمين ومطالبتها باعتقال المخططين لعمليات القتل والسرقات .
ولكن قبل هذا كله يجب أولا أن نشدد على التربية في البيوت وفي المدارس عن طريق تكريس جهود أكبر في إطار التثقيف السليم وذلك من خلال إقامة ندوات أو محاضرات للأهالي والطلاب لتوعيتهم وإرشادهم وتحذيرهم من مخاطر العنف وحثهم على التصرف الأخلاقي بعيدا عن كل أنواع الكراهية والحقد والتصرف غير اللائق في كل مناحي الحياة .
إن منتدى رؤساء السلطات المحلية الدرزية والشركسية يجب أن يأخذ هذه الدعوة على محمل من الجد وأن يبادر حالا الى عقد اجتماع طارئ لرؤساء المجالس من أجل بحث ظاهرة العنف ورسم خطة كفيلة بالحد من تفاقم الوضع المأساوي والخطير .
اللهم امنحنا الأمن والسلام والرحمة والغفران .اللهم ارحم عبدك البريء وازرع فيه بذور المحبة والاطمئنان .