مجموعة منظّمات يهوديّة واّفراد من رافضي الخدمة في جيش الاحتلال الاسرائيلي: "بروفيل حداش"، "يش جبول"ّ، ترابط، طاقم فنّيّين فرنسيّين جاءوا يوم السّبت المنصرم الى بلدة المغار، للتضامن مع الشّاب عمر زهر الدين سعد، رافض الامتثال للخدمة العسكريّة القسريّة المفروضة عنوة على الشّباب العرب الدّروز : من جانبه الشّاب عمر فتح له صفحة مواقع التّواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، فانضمّ اليه حتى الآن احد عشر الف من الاصدقاء والمتضامنين، من مختلف شرائح السّكان في اسرائيل والسّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة، لا سيّما وهو معروف هناك جيّداً هو وبقيّة اخوته، باسم رباعيّة الجليل الموسيقيّة، عزفت الرباعيّة في مختلف مناطق السّلطة الوطنيّة الحانا شرقيّة وأخرى غربيّة لموزارت وغيره من الفنّانين العالميّين. زهرالّين وقرينته منتهى والأولاد الاْربعة: عمر، مصطفى، غاندي وطيبة، استقبلوا ضيوفهم اليهود والعرب برحابة صدر طبقاً للأصول العربيّة المألوفة، كان الحضور اْكثر من ثلاثين فرداً من مختلف المناطق، جمعهم هدف واحد: رفض الخدمة العسكريّة الاجبارية في جيش الاحتلال الاسرائيلي، منهم من رفض ذلك حين كان شابّاً، واليوم يرافق اْبناءه ضدّ هذه الخدمة، منهم من قبع في سجون الاحتلال لأشهر عديدة، ومنهم من يقبع اْبناؤهم اليوم في السّجن مثل: نعومي ودافيد بلانك والدا السّجين الرافض للخدمة /نتان/ وقد اْمضى اْكثر من مئة وعشرين يوما! في السّجن حتى الآن.
كان في استقبال الضّيوف الى جانب الاْسرة كلّ من: الكاتب المسرحي راضي شحادة صاحب السّيرة الذّاتيّة الجديدة الغَشْوَة، سامر سويد سكرتير لجنة المبادرة العربيّة المعروفيّة، العامل الاجتماعي جهاد سعد و الكاتب نمر نمر نمر .
استقبل الاْبناء الاْربعة ضيوفهم على طريقتهم الخاصّة بعدّة مقطوعات موسيقيّة، عزفوها على الاتهم الموسيقيّة الخاصّة باتقان ومهارة ،تعبّر عن مواهب فنّيّة رائدة وواعدة. بعد المداولة الاْْْولى، قُسّم المتضامنون لأربع مجموعات عمل للإثراء وتسليط الاْضواء على موضوع رفض الخدمة من النّواحي المختلفة.
من جانبه جدعون سبيرو قال : هذا اللقاء والرّفض هام ناتج عن وطنيّة صادقة، وجود شباب من الدروز في قوّات الاْمن هو للبحث عن لقمة العيش ،بعد ان سُدّت امامهم مصادر المعيشة ومصادرة اْرضهم، وما سياسة التّفرقة الاسرائيلية الاّ لقوقعة الدروز وفصلهم عن بقيّة ابناء شعبهم العربي . الناشطة شاحف اضافت تبادلنا وجهات النّظر مع بعض، وانا كمركّزة لِ "بروفيل حداش"، خرجتُ مع عزيمة وتصميم اْقوى لمواصلة النّضال المشترك ضد الخدمة الالزاميّة.
اما النّاشط المخضرم :جادي الغازي فقال: عمر شاب واعد، انّه يمثّلنا جميعاً، لاْنّه ينشد الحرّية والمساواة وإلغاء التّجنيد الالزامي، الاْحتلال ارهاب والرّفض يُهدئ الاْعصاب. كذلك مركّزة النّشاطات نوعة ليفي وزميلها اْودي قالا: علينا ايجاد آليّة مشتركة للتنسيق بين الرّافضين اليهود وزملائهم الدروز.
ايضا النّاشطة الدّاعمة للرفض سمدار، قالت: ان نساند بعضنا البعض هذا اْمر هام، كلنا اجتمعنا تضامناً مع عمر، وهذا اْمر ايجابي .
الكاتب المسرحي راضي شحادة قال: اْنا وزهر الدّين اْخَوان ، رغم انّنا ننتمي الى طائفتين عربيتين مختلفتين ،يبدو ان قضيّة عمر سعد، ليست قضيّة فرديّة وشخصيّة، بل هي قضيّة شعب كامل، وكم كان قرار عمر لرفض التّجنيد، هو قرار شجاع جداً، يحتاج الى الدّعم الكبير، لاْن عمر سيتحمّل نتيجة قراره هذا نيابة عن كافّة ابناء جيله وشعبه.
سامر سويد وجهاد سعد: اْكّدا دور لجنة المبادرة في دعم كافّة الرافضين ،وضرورة العمل المشترك مع الجانب اليهودي المستنير.
قاطعهم الناشط نوعم كمينر: اشعر بكثير من الاْعتزاز والثّقة في بيت عمر وأسرته الشجاعة وبمثل هذا الحضور من اخوة شرفاء.
بدوره المربّي الكاتب نمر نمر استعرض معاناة الطائفة العربية المعروفيّة من جراء مصادرة ارضها،هويّتها العربيّة وتهميش التّربية والتّعليم، واللجوء الى سياسة التّدريز العنصريّة، وفرض التّجنيد القسري، المعركة ليست مع الحكومات العنصريّة وحسب، بل مع وسائل الاعلام المجنّدة والتي تُهلّل للسلطة الغاشمة صباح مساء، وتعكس الصّورة السّلبيّة لأبناء هذه الطّائفة المسحوقة، انّهم يتسلّلون الينا خفية لتمرير الخدمة الوطنيّة على الفتيات بالخداع والتّرغيب والتّضليل.
نجم اللقاء الرّافض المثابر عمر سعد قال:هذا اللقاء كان بداية جديدة لعمل اْو لمجموعة اعمال لكلّ فرد عربيّ او يهودي، كان رافضاً للخدمة الالزاميّة، اتمنّى ان يكون اللقاء نقطة تحوّل لإزاحة الكابوس عن كواهلنا والذي يبعدنا عن انتمائنا العربي .
المضيف اْبو عمر قال: الدّعم الذي حصل عليه عمر هذا اليوم، لا شكّ باْنّه سيزيده اصراراً ويعزّز رؤيته بأهمية رّفض التجنيد، ثم اضاف: نحن نخرج من هذا اليوم بمعنويّات عالية، ليس من السّهل ان نجتمع مع شخصيّات لها باعها الطّويل في النّضال، كما حدث اليوم، ضدّ عسكرة البلاد، ومن اْجل سلام عادل في المنطقة.
الناشط الرّافض للخدمة (شومري) لخّص الاجتماع بقوله:
سيصدر بيان مشترك عن رافضي الخدمة العسكريّة: عمر سعد وزميله نتان بلانك القابع حاليّاً في السّجن العسكري. سنعمل على ايجاد شبكة دعم للرافضين ومرافقتهم لمكاتب التّجنيد كي يتخلّصوا من الخدمة. مواصلة العمل المشترك لدعم المساجين. اطلاق برنامج موحّد ضدّ الخدمة الالزاميّة، عقد لقاءات مشتركة بين الرّافضين الشّباب، اطلاع الشارع اليهودي على ظاهرة الرّفض عند الشّباب الدّروز.
تجدر الاشارة الى أن الاْجواء كانت مبعثاً للأمل والتّفاؤل طيلة اليوم الدّراسي الرّائد واْجمع الجميع على حُسْن الاستقبال والضّيافة والكرم العربي، ومواصلة مسيرة الرّفض لأسباب وطنيّة، قوميّة، انسانيّة وأخلاقية، مؤكّدين على انْ شعار: المساواة في العبء، ما هو الاْ لذرّ الرّماد في العيون والتّمويه على العنصريّة الاسرائيليّة المستشرية والمتجذّرة في اوساط المجتمع العبري المُضَلّل من قِبل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة .