في مقابلة حصريَّة أجراها معهُ مُحرِّر موقع سبيل، الإعلامي كمال إبراهيم، أعلنَ الدّكتور زياد قزل عن ترشُّحه لرئاسة مجلس المغار المحلّي في الانتخابات المُقبِلة والمُقرّرة بتاريخ 22.10.2013.
الدّكتور زياد قزل، من مواليد المغار في عام 1956، درس في مدرسة المغار الابتدائيَّة في السّتّينات والمرحلة الثّانويَّة في مدرسة الرّامة الثّانويَّة.
قبل الدّراسة الجامعيَّة كان قد درس موضوع أخصّائي أشعَّة وحصل على الشّهادة الّتي أهّلته للعمل في المُستشفيات. أمّا المرحلة التّالية والمُهمّة في حياته فكانت الدّراسة الجامعيَّة الّتي استمرَّت 13 سنة مُتتالية وبدون توقُّف، حصل خلالها على جميع الألقاب الأكاديميَّة : (BSc. MSc. Ph.D)، وهو يحمل لقب الماجستير والدّكتوراة في الكيمياء من الجامعة العبريَّة بتخصُّص في الأبحاث للألقاب العالية وأطروحة الدّكتوراة كانت في مجال تطوير بناء وتصميم أعضاء اصطناعيَّة، بلاستيكيَّة في جسم الإنسان.
وخلال دراسته للدّكتوراة كان قد طوّر ما يُسمّى : Polymeric Coronary Stent، وهو الجهاز الّذي يُزرَع في شرايين القلب خلال عمليَّة القسطرة (צנתור).
وقد أجرى الدكتور زياد قزل قسمًا من أبحاثه الجامعيَّة في جامعات أمريكيَّة وخاصَّة في جامعة كورنيل المشهورة. وفي العشرين سنة الأخيرة عمل ويعمل كباحث ومُحاضِر في مُؤسّسات أكاديميَّة منها : الجامعة العبريَّة، كُليّة شنكار، وكُليّة أورط براودة في كرميئيل.
الدّكتور زياد قزل استضافنا في بيته وفي مكتبته الغنيَّة في الحي الشّرقي وأجرينا معهُ الحوار التّالي :
موقع سبيل : د. زياد لا شك أنّك من خلال مهنتك أستاذًا جامعيًّا تحمل لقب دكتور في الكيمياء اكتسبت خبرة وثقافة واسعة، كيف أثّر هذا الإنجاز على صقل شخصيّتك في المجال الأكاديمي، الاجتماعي والسّياسي؟
د. زياد قزل : إنّ التّعليم العالي وخاصَّة في إسرائيل، يتطلّب مجهودًا كبيرًا، مسؤوليَّة كبيرة وقدرات على القيادة والتّخطيط للُوصول إلى الهدف. وحتّى تصل إلى الهدف يجب أن تتحلّى بالشّخصيّة القويَّة، الاستقامة والكثير من الطاقات.
خلال القيام بأبحاث علميَّة مُتقدِّمة، عليك أن تتّخذ قرارات كثيرة ويجب أن يكون عندك الاستعداد والقُدرات على استشارة الكثير من زُملائك، رجال ونساء العلم، وكل هذا حتّى تستطيع أن تتّخذ القرار الصّحيح للاستمرار دون أخطاء. فمن لهُ مسيرة علميَّة طويلة، ومرَّ بجميع المراحل الأكاديميَّة على امتداد سنوات طويلة من التّعليم يكون قد اكتسَبَ مهارات كثيرة وقُدرات على إيجاد الحُلول لكل ما قد يواجهه. ورجُل العلم ينظر إلى الأشياء من خلال زاوية واسعة حتَّى لا يخفَى عنهُ شيئًا.
وهذه الخبرة الواسعة والأدوات الكثيرة الّتي اكتسبتها في مشواري الأكاديمي يُمكِنني استخدامها بنجاعة في حياتي الاجتماعيَّة والسِّياسيَّة.
موقع سبيل : نعرف أنَّك خلال دراستك وعملك قضيت سنوات عديدة خارج القرية، هل لهذه الحقيقة تأثير على قرارك الإعلان عن التَّرشُّح لرئاسة المجلس وخدمة المغار؟
د. زياد قزل : خلال المسيرة العلميَّة الطويلة والعمل في المُؤسّسات الأكاديميَّة المُتطوّرة اطّلعت على العديد من تقنيّات العمل والإدارة في شتّى المجالات والمُستويات، وعلى نماذج أثبتت نجاعتها. تعلّمت الإدارة الصّحيحة والقيادة الحكيمة وتوصّلت إلى قناعة تامّة أنّه بدون هذين الأمرين يستحيل تحقيق أي هدف.
وعلى امتداد مشواري التّعليميّ وعملي في الأكاديمية كُنت على اتّصال دائم مع جيل المُستقبَل، الشَّباب والشّابّات وتعاملي الدّائم مع هذا الجيل علّمني أن أكنّ له التّقدير والاحترام وأن أؤمن إلى أقصى حد بقدراته على القيام بالتّخطيط والسَّير الدّؤوب للوُصول إلى الأهداف فهذا هو جيل التّغيير والسّعي إلى حياة أفضل.
هذا الجيل يجب أن يحصل على كل الظُّروف المُلائمة لاستغلال طاقاته المخزونة وصرفها على التّطوّر والتّقدُّم والبناء.
كل مُجتمَع يجب أن يُلائِم نفسه لهذا الجيل ويجب أن يُسلّمه زمام الأمور وأي مُجتمَع لا يكون فيه هذا الجيل فعّالًا فهُو مُجتمع ضعيف.
موقع سبيل : نحنُ نعرِف أنّه منذ عدّة سنوات حيث عُدتَ للعيش في المغار تقوم بنشاطات ثقافيَّة واجتماعيَّة خدمَةً للمغار وأبناء المغار، هل تُحدّثنا عن مُساهماتك في هذا المجال؟
د. زياد قزل : أنا لم أقاطِع المغار أبدًا ولم أبعُد عنها ودائِمًا كنتُ هُنا، كُنتُ في المدارس مع الطّلاب، مع المُعلّمين والمُعلّمات، ألقيت المُحاضرات، أعطيت المَشورة لكل من طَلَب، أعطيت وما زلت أعطي الدّروس الخُصوصيّة لكل من يطلب وطبعًا كل هذا بدون مُقابِل.
في السّنوات الأخيرة أنا عُضوٌ في نادي الرّوتاري المحلّي وحاليًّا رئيسًا لهُ، نعمل مع مجموعة من الشّابّات والشُّبّان ذوي القُدرات والمسؤوليَّة العالية وبشكل تطوُّعي على تنفيذ مشاريع في البلدة في شتّى المجالات.
موقع سبيل : من هُم أصدقاؤك في المغار وخارج المغار؟
د. زياد قزل : أنا أحترم كل إنسان كونه إنسانًا وأصدقائي في المغار كثيرون من شتَّى شرائح المُجتمَع على اختلاف الطّوائف والأجيال. ولي علاقات وطيدة خارج البلدة مع العديد من الشّخصيّات الأكاديميَّة، التّربويَّة والسّياسيَّة من كافّة الفئات والتَّخصُّصات، ممّا يمنحني القُدرة على التّعامُل مع الكثير من المُؤسّسات والشَّخصيّات من أجل المُساعَدة في دعم وتطوير المغار.
تربطني علاقات شخصيَّة مع أناس كثيرين خارج البلاد، أناس يُمكِن استغلال طاقاتهم والاستعانة بهم لأهداف منشودة في المغار.
موقع سبيل : ما السَّبب الّذي دفعك إلى ترشيح نفسك لرئاسة المجلس ومن أي مُنطَلَق؟
د. زياد قزل : أنا ابن المغار ومُطّلع على حياتنا الاجتماعيَّة، الثقافيَّة والاقتصاديَّة، وكما يعرف الجميع ينقصنا الكثير في المغار والكثير من الأهداف لم نصلها بعد.
يحق لأهل المغار ما يحق لأهل كرميئيل أو تل أبيب أو حيفا.
يحق لنا أن نصبوا إلى الأعلى.
عندي الكفاءات والقُدرات لتحقيق الكثير من الأهداف، وإذا توفّرت الإرادة القويَّة وحُب المصلحة العامَّة فبإمكاننا الوُصول إلى تقدّم وتطوّر ملموس.
موقع سبيل : ما دُمنا في الحديث عن ترشّحك لرئاسة المجلس فما هي القاعدة الجماهيريَّة الّتي تعتمد عليها والدّعم الّذي تحظى به في هذه الحملة الانتخابيَّة؟
د. زياد قزل : إنّي أرى نفسي مُرشَّحًا للمغار عامَّة على اختلاف فئاتها، وأنا لستُ بمرشّح عائلة مع أنّي أحظى بتأييد عارِم من عائلتي وعندي شعور أنّي سأحظى بتأييد من قطاعات واسعة وأهمّها جيل الشَّباب الذي سيصنع المُستقبَل في جميع المجالات وأؤمن إيمانًا راسِخًا بقُدرات بنات وأبناء هذا الجيل فيما إذا أعطِيَت لهُم الفُرَص ووُفّرت لهُم الظّروف المُلائِمة.
كوني رجُل تربية وتعليم يجعلني أضع هذا المجال في قمَّة اهتماماتي وأنا على علاقات مهنيَّة كثيرة مع العاملين في هذا الحقل.
موقع سبيل : ما هي الخُطوط العريضة الّتي رسمتها والّتي ستعرضها أمام النّاخبين خلال حملتك الانتخابيَّة؟
د. زياد قزل : توفير أماكن عمل والسّعي من أجل تطوير مساحات صناعيَّة من خلال جذب مُستثمِرين من الدّاخل والخارج.
منح التّسهيلات لكل من يُوفّر أماكن عمل، إذ أنّي أؤمن بأنّ الاستقلال الاقتصادي عند كل فرد وعائلة هو أهم شيء لتوفير الحياة المُحترَمة والمُريحة.
وكما قُلت جهاز التّربية والتّعليم سوف يحظى بالكثير من اهتمامي وإذا تمّ انتخابي سأسعى لتوفير أماكن عمل في هذا الجهاز لكل أبناء وبنات المغار الّذين جدّوا واجتهدوا وحصلوا على الكفاءات ولم ينالوا الفُرص المُلائمة لهُم.
موقع سبيل : ما هو الهدف الّذي ترى من الضّروري على قادة المغار أن يصبُوا لتحقيقه؟
د. زياد قزل : خلق الظُّروف وإفساح المجال أمام أهل المغار لتحقيق طُموحاتهم في الاكتفاء الاقتصادي حتّى يُطوّروا أنفسهُم اجتماعيًّا وتربويًّا وهذا من خلال تخفيف العبء عنهُم والتَّوقُّف عن مُمارسة الضّغوط عليهم من قِبَل جميع الهيئات المسؤولة.
يجب العمل على تغيير أجواء اليأس بأجواء الأمل، الأمان والطّمأنينة.
موقع سبيل : كيف ترى اليوم النّسيج الاجتماعيّ والعلاقات بين المُواطِنين بشرائحهم العائليَّة، الطائفيَّة والسّياسيّة المُختلفة؟
د. زياد قزل : أوَّلا وقبل كل شيء أشعُر بالخجل عندما نتحدّث عن طائفة أو عائلة فأنا أرى المغار نموذجًا يُقتَدى به في المحبَّة والتّآخي والسّلام بين جميع أبناء القرية على اختلاف عائلاتهم، طوائفهم وانتماءاتهم السّياسيَّة والفكريَّة.
المغار مُوحّدة وواحدة للجميع
موقع سبيل : ما هي نظرتك فيما يخص عمل السّلطة المحلّيّة والدّور الّذي يجب أن تمارِسه في إدارة شؤون القرية؟
د. زياد قزل : يجب على السّلطة أن تتحمّل المسؤوليَّة عن كل ما يجري في القرية من أحداث على جميع الأصعدة، وأن تُساهِم في خلق أجواء مُريحة لجميع المُواطِنين بعيدًا عن الحقد، العُنف والكراهية.
يجب تنقية الأجواء ودعم المسيرة الحياتيَّة الّتي يجب أن تُبنَى على الاحترام المُتبادَل.
موقع سبيل : هل من كلمة تُوجّهها للشّخصيّات الّتي أعلنت أو ستُعلِن عن ترشّحها للرئاسة وللمُواطنين عامَّة قُبَيْلَ الحملة الانتخابيَّة؟
د. زياد قزل : كمُرشَّح أنا ألتزم بأن أنتهج دعاية انتخابيَّة شريفة ونزيهة بعيدة عن التّجريح والمس بالمُرشّحين الآخرين، وآمل من الآخرين أن يسيروا هُم أيضًا على هذا النّهج من أجل ضمان جوّ انتخابيّ مُريح ونظيف لتلافي المشاكل والأجواء المشحونة.
موقع سبيل : هل من كلمة أخيرة تودّ أن تُنهي بها هذا الحوار؟
د. زياد قزل : إنّي أرى بالانتخابات واجبًا وحقًّا ديمقراطيًّا وعلى الجميع مُمارسته، وآمل من كل مُواطن ومُواطنة أن يُحكّم عقله وضميره ومسؤوليّته تجاه القرية ومُستقبلها، بعيدًا عن التَّحيّز الطّائفي، العائليّ والحزبيّ، واختيار المُرشّح الأفضل ذو المُقوّمات الكفيلة بدفع القرية إلى الأمام.
موقع سبيل : د. زياد قزل، نشكُرك جزيل الشّكر على هذا الحوار الشَّيّق وعلى حُسن الضِّيافة ونتمنّى لكَ النّجاح فيما تصبو إليه وسدّد الله خُطاك.