من خلال موقعي في العمل الصحفي على امتداد عدة عقود ومن خلال موقعي كمحرر مسؤول لموقع سبيل الالكتروني فإني أشجب وأستنكر بشدة الاعتداء الهمجي على مراسل قناة الجزيرة أمس في ذكرى يوم الأرض . فعلى الرغم من الخلافات في وجهات النظر في الشارع العربي ، محليا وإقليميا ، حول حقيقة ما يجري في القطر السوري وعلى الرغم من الانقسام الحاصل بشأن تأييد أو معارضة نظام بشار الأسد فإن الاعتداء على مراسل الجزيرة في اسرائيل ليس مبرَّرًا ولا يخدم أصول التصرف السليم ولا احترام عمل الصحافة الحرة ولا احترام حرية التعبير . وبغض النظر عن نهج قناة الجزيرة في تغطية الأحداث من داخل سوريا فإن الاعتداء على مراسل هذه القناة في اسرائيل مرفوضٌ من أساسه كون هذا المراسل إعلامي يؤدي عمله الصحفي من هنا من اسرائيل بعيدًا عما يجري في سوريا من أحداث وحتى لو كان يقوم بنقل الأحداث من داخل سوريا فالاعتداء عليه مرفوض ٌ وغير مقبول على الإطلاق . وما هذا الاعتداء إلا بلطجة وعمل جبان كون الياس كرام إعلامي كبقية الصحفيين يتمتع بحصانة ورسالة إنسانية من الدرجة الأولى ولا يحق لأي شخص أن يعتدي عليه أو على أي صحفي مهما كانت هويته وبغض النظر عن الوسيلة الإعلامية التي يعمل لصالحها .
وفي هذا السياق يجب أن نستنكر كل ظواهر خنق وسائل الإعلام الحرة ونبذ كل الأفكار التي للأسف ما زالت تسود مجتمعاتنا العربية والتي تدعو الى كمِّ الأفواه وجعل الصحافة سوداء تروِّج فقط للحاكم وللسلطة أينما كانت .
ومن هنا أستنكر هذا الاعتداء وأرى أنه حلقة أخرى من سلسلة حلقات البلطجة والهمجية التي يروِّج لها أعداء الحرية من خلال الاعتداء على الصحافة الحرَّة وحرية التعبير التي تفتقر لها مجتمعاتنا العربية التي ما زالت ترزح تحت وطأة الحاكم والزعيم .
فلا وألف لا لكمِّ الأفواه ولا للحدِّ من حرية الإعلام إن كان مكتوبًا أو مرئيًا أو مسموعًا . ولا وألف لا لمحاولات تقييد وسائل الإعلام من تنفيذ رسالتها الأخلاقية الشريفة والنزيهة .