في ذكرى مولد سيّد الكلمة، الشاعر الكوني محمود درويش، وعلى شرف يوم الأرض الخالد وشهر الثقافية الفلسطينية، نظّمت مؤسسة محمود درويش للإبداع الجليل- كفر ياسيف بالتعاون مع مجلس كفر ياسيف المحلي في قاعة المركز الثقافي "مهرجان الشعر الثالث" عشية يوم الخميس 28.03.2013 والذي يشكل سنوياً تظاهرة ثقافية حضارية، تعزز الدّور الرّيادي للمؤسسة وللمشهد الثقافي عامة.
شارك في المهرجان الذي حضره جمهور واسع من القرية المضيفة ومختلف البلديات والقرى العربية، رجال الفكر والفن والأدب والسياسة ومجموعة كبيرة من رواد الشعر والشعراء والمبدعين ومتذوقي الأدب الضيوف تقدمتهم معالي الوزيرة السيدة سهام البرغوثي وزيرة الثقافة الفلسطينية والأديب يحيى يخلف الوزير الأسبق للثقافة الفلسطينية، في حين تولى عرافة المهرجان الكاتب إياد الحاج حيث أشاد بمؤسسة محمود درويش للإبداع ودورها الريادي في نشر ثقافة الإبداع.
كانت الكلمة الأولى لرئيس مجلس كفرياسيف المحلي السيد عوني توما، فرحب بالضيوف والشعراء والحضور، مؤكداً أن يوم الأرض هو يوم مشهود في حياة الجماهير العربية، للحفاظ على الأرض والهوية القومية، مشيداً بالمشرفين على المهرجان والمشاركين فيه.
الكلمة التالية كانت لمعالي الوزيرة سهام البرغوثي فنوهت إلى دور مؤسسة درويش الريادي وأهمية انعقاد المهرجان في آذار كونه شهرًا مميزًا تحمل أيامه بعض المناسبات الكفاحية والحياتية، ومنها ميلاد الشاعر محمود درويش، يوم الأم، شهر الثقافة الفلسطينية، يوم الأرض ويوم المرأة التي استشهدت دفاعا عن الأرض فاجتمعت بآذار يوم الكرامة والبطولة والتضحيات. ثم أثنت على دور الشعر والشعراء وما أبدعوه من قصائد تناولت مختف المناحي الحياتية، مشيرة الى دور الشهيد الشاعر عبد الرحيم محمود الذي احتفل في مطلع هذا الشهر بمئوية ميلاده وما تركه من إرث أدبي كفاحي مشهود إلى جانب شعراء مثل عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) ابراهيم طوقان، مطلق عبد الخالق وغيرهم من رواد القصيدة الملتزمة ومن رموز الثقافة الفلسطينية الوطنية متمثلة بمحمود درويش ومعين بسيسو وسميح القاسم وكل من يواصلون المسيرة ذاتها.
القاص والروائي الأديب يحيى يخلف استهل كلمته بمباركة المهرجان منوها الى وظيفة الشعر الوطنية قائلا أن لكل شعب شعره الخاص، ولهذا نرى إن الشعراء الفلسطينيين عبروا بقصائدهم عن معاناة الشعب الفلسطيني وما يختلج في صدور أبناءه وتصوراتهم المستقبلية، منوها إلى دور محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وراشد حسين وسالم جبران وغيرهم من شعراء ممن حملوا هموم المواطن الفلسطيني في الوطن والشتات. مؤكدا انه لا يكاد يمر حدثا إلا واستجاب له الشعر، كونه أكثر استجابة لحركة الحياة. وأنهى يخلف مداخلته بالحديث عن دور الشعر الوطني مسهبا عن دور محمود درويش الكبير مؤكداً أننا نقرأه بحواسنا الخمس وأيضا بالحاسة السادسة.
أما الكاتب فتحي فوراني فتحدث باسم مؤسسة محمود درويش للإبداع مؤكدًا أن الشعر ديوان العرب وكونه جزءاً من الهوية الثقافية والحضارية المساهمة في اثراء ديوان العرب.. وواجبنا في مؤسسة درويش ترسيخ جذورنا في أرض الإبداع. ونحن اليوم مع كوكبة خيرة من المبدعين جميعهم يرنون إلى تقديم الأفضل والأجمل والأروع.. مضيفا أنه هكذا استهل الشعراء الكبار طريقهم محلياً وعربياً وعالمياً مقدماً مثال على ذلك أن محمود درويش خط من كفرياسيف أبجديته الأولى حتى حلّق نسراً فلسطينياً شامخاً في دنيا الشعر. وأضاف فوراني أن بمثل هذه المؤتمرات تضع مؤسسة درويش نصب عينيها فتح المجال أمام المبدعين الصاعدين الواعدين، حيث يكفل لهم موقعًا على الخارطة الشعرية. وانتهى الى القول ان المؤسسة ترى بهذا المهرجان الشعري تظاهرة ثقافية وإحياء لظاهرة المهرجانات الشعرية، التي اكتسحت المدن والقرى منذ الخمسينيات الى سبعينيات القرن الماضي، كفر ياسيف والناصرة وعكا وحيفا ويافا ومختلف انحاء الوطن.
هذا وألقى الشعراء والشاعرات: سليمان دغش، رجاء بكرية، علي هيبي، معين شـلبية، بشير شلش، شادية حامد، سليمان مرقس، فاتن مصاروة، أنور سابا، علاء مهنا ومروان مخول باقات من قصائدهم قوبلت بالتصفيق. كذلك شهد المهرجان وصلة فنية للفنانين سالم درويش، ريمون ضو وبلسم دوريش.
وفي الختام قام الكاتب عصام خوري مدير مؤسسة محمود درويش للإبداع والدكتور محمد بكري عضو إدارة المؤسسة بتكريم المربي والشاعر المخضرم أحمد الحاج بدرع المؤسسة على دوره الأدبي وعطاءه المميز في مجال التربية والتعليم، وقام المحتفى به بتقديم كلمة مثنيا على هذا التقدير لشخصه من قبل مؤسسة تحمل اسم محمود درويش.