الحديث عن استعداد "جنود احتياط دروز" الدخول إلى سوريّة للدفاع عن دروزها في وجه "جبهة النصرة"، ضجيج مصطنع ومفتعل ومغرض.
تداولت وسائل الإعلام محليّة وإقليميّة بتوسع وبقليل من الدقّة الخبر الذي كانت نشرته صحيفة معاريف الإسرائيليّة أول أمس، عن استعداد شباب دروز "كانوا خدموا في الجيش" (هذه هي الترجمة الدقيقة لما جاء في الخبر وليس ما تمّ تداوله في وسائل الإعلام) الدخول إلى سوريّة والدفاع عن الدروز فيها في وجه "جبهة النصرة"، وذلك كما نُشر، على خلفيّة هجوم شنّه إرهابيّو النصرة وحلفاؤهم على قرية حضر القريبة من مجدل شمس من الجانب الآخر لخط وقف إطلاق النار في الجولان السوريّ المحتل.
إننا نبيّن بذلك:
أولا: "الرسالة تُقرأ من عنوانها". الخبر كما جاء فيه، جاء على خلفيّة مظاهرة سيّرها بمحاذاة الشريط الفاصل بين القوات في الجولان ونطق باسمها للصحيفة شخصان جولانيّان يحملان الجنسيّة الإسرائيليّة ومقاطعان اجتماعيّا وسياسيّا في الجولان. أحدهما على علاقة وثيقة معلنة ب"معارضين" سوريين والتقاهم قبل مدّة في بلغاريا، ومن مؤسسي "التنسيقيّة الإسرائيليّة لدعم المعارضة السوريّة" التي أعلن عنها مؤخرا في تل أبيب. والثاني رئيس معيّن سابق لمجلس محلّي في الجولان ومعروف من هم أولاء الرؤساء المعينون في الجولان.
ثانيا: فضيلة الشيخ موفق طريف وإذا صحّ ما نُسب إليه في الخبر، أُوقع به في تصريحات بعضها ليس هو مخوّلا بإطلاقها.
ثالثا: الجنود الإسرائيليّون وإن كانوا احتياطا وبغض النظر عن انتمائهم، جزء من المؤسسة العسكريّة الإسرائيليّة ولا يستطيعون التصرّف خارج سياسة المؤسسة.
رابعا: إسرائيل هي المستفيد الأول والأخير من العدوان على سوريّة ومن أي عمل عدوانيّ تجاه المواطنين السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم الثانويّة. ولذا فهي فاعل هام في الساحة السوريّة فعليّا ودعما ل"جبهة النصرة" ميدانيّا وبمداواة جرحاها وحماية فلولها في المنطقة العازلة على شريط فصل القوات في الجولان.
خامسا: ربّما وقع بعض أصحاب النوايا الطيّبة فريسة لهذا التحرّك المشبوه ومن يقف وراءه، ولكن الحقيقة أن هذا الضجيج المفتعل والمغرض هو صنيعة المؤسسة الإسرائيليّة، وتود من خلاله توجيه رسائل طريقة أدواتها إلى "الموحدين المسلمين الدروز" في سوريّة وكأن الدولة السوريّة غير قادرة على حمايتهم ومن الأفضل لهم أن يبدّلوا موقعهم وموقفهم.
سادسا: إرهابيّو جبهة النصرة وحلفاؤهم يعتدون على كل مواطني الدولة السوريّة بغض النظر عن انتماءاتهم الثانويّة وليس الدروز بمعزل عن هذه الاعتداءات. ما حدث من هجوم في حضر وراح ضحيّته ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى ما كان ليتم لولا الدعم والامداد والحماية التي يتلقاها هؤلاء من إسرائيل في المنطقة لخلق جدار عازل كما الجدار العازل اللبنانيّ، وحضر وقراها بحكم الموقف والموقع عوائق في هذا المخطط.
أخيرا: إننا إذ ندين الأعمال الإرهابيّة التي يقوم بها أكلة لحوم البشر هؤلاء تجاه كلّ أبناء الشعب السوريّ، نثق تماما أن إرهابهم لن يطال إرادة لا أهالي حضر ولا غيرها، والدولة السوريّة بجيشها العربي السوريّ قادرة على حماية مواطنيها والانتصار.
ولعلّ في هزيمة هؤلاء الإرهابيين في حضر وبدعم الجيش السوري ورغم حماية إسرائيل لفلولهم إلا الدليل القاطع.
أوائل نيسان 2013
سعيد نفاع 0507208450
الشيخ عوني خنيفس
نايف خير