إنَّ الأحداث المأساوية التي نشهدها على الصعيد المحلي والإقليمي تتفاقم وتزداد سوءً من يوم إلى آخر وهي لا تبشر بالخير ولا تترك بصيصًا من الأمل لاحتمال حدوث انفراج ، وهذه الحالة تضع الأفراد في حالةٍ نفسية شبه مزرية ، إنْ كان داخل المجتمع في اسرائيل ، أو على الصعيد الإقليمي .
وأكثر ما يلفت الانتباه في هذه الأحداث تزايد أعمال العنف وتفاقمها داخل المجتمع العربي واليهودي في اسرائيل وأكثر لا بل أخطر من ذلك في الدول العربية المجاورة لنا .
إنَّ هذه الأحداث آخذةٌ في التسارع وتشتد ُّ من يومٍ الى آخر وبتنا لا نسمع سوى المآسي التي تعكِّر صفوَ حياتنا جميعًا وتضع المجتمع والأفراد في حالةٍ من الإحباط واليأس أمام أهوال المآسي وزخمها .
إنَّ العنف الذي يشهده الوسط العربي خاصة في اسرائيل واليهودي أيضا والمتمثل بحوادث إطلاق النار والقتل أصبح حديث الساعة وتكاد لا تنجو منه قرية أو مدينة . والأمر المحزن والذي يدعو للأسف ما تتعرض له قرية الرامة الحبيبة من أحداث أليمة تعكر صفو حياة سكانها جميعا وتدعو الى الشفقة على كل من يقطن هذه البلدة الغالية من أطفال ونساء وشيوخ باتوا في حيرةٍ من أمرهم ولا حول لهم ولا قوة .
والمجتمع اليهودي لا يقل عنفًا عن المجتمع العربي حيث يشهد هو الآخر حوادث إطلاق نار وعمليات سطو متكررة منها على سبيل المثال الاعتداء على رئيس بلدية الخضيرة وحادثة اللصوص في كريات شمونة التي ذهب ضحيتها الشرطي المرحوم هاني طرودي أثناء ملاحقته للصوص ، هذه الحادثة تصب في خانة العنف المستشري في المجتمع الإسرائيلي عامة .
وعلى الصعيد الفلسطيني تشهد السجون الإسرائيلية إضرابا مستمرا عن الطعام من قبل الأسرى الفلسطينيين والذين يعرِّضُ بعضهم حياته للخطر وذلك بهدف تحسين ظروف اعتقالهم أو الإفراج عنهم في وقت لا تبدو فيه أية ملامح للانفراج لا في هذه القضية ولا على صعيد مستقبل القضية الفلسطينية .
ويظل الحدث الأكبر والأخطر ما يجري من معارك دامية في القطر المجاور لنا ، سوريا ،حيث أن المعارك مستمرة هناك والقتلى يسقطون بالمئات يوميا ، هذا في حين لا ترجح كفة أحد من الطرفين المتخاصمين على الأخرى الأمر الذي سيطيل أمد القتال الذي لا تحمد عقباه والذي سيؤدي فقط الى المزيد من القتل والدمار .
وفي هذه العجالة من أمرنا فإن كل ما يجري عندنا وبيننا وحولنا من هذه الأحداث الفظيعة والمؤلمة تضعنا في مزاج نفسي عكر يجعلنا فقط ننتظر ساعة الفرج التي تبدو وللأسف بعيدة وبعيدة جدا .
3.04.2013