ما كنتُ أوثر أنْ يغيبَ رثائى --------- يا راحلا عنْ غفلةِ الأحياء ِ
مرّتْ سِنونَ على رحيلك فاستمعْ -------- ما فتقته قرائحُ الشعراء ِ
ما جئتُ أبعثُ فى النفوس ِهمومها ---- لكنْ بعثتُ عزائمَ الضعفاء ِ
إنّ الخطوبَ وإنْ –تعاظمَ وقعُها----- تُحيى القلوبَ بحكمةٍ وعزاء ِ
ماذا جرى بالموتِ بعدَ وقوعه ؟ ----- أوليسَ كلّ مُعَمّر ٍ لفناء ؟؟!!
تبكيكَ نفسٌ قدْ تكاثرَ دمعُها ---------- حتى غدا كهواطل ِ الأنواء ِ
باتتْ تئنّ عليك ربّاتُ الحيا --------- ويدُرْنَ منْ يأس ٍ إلى إغماء ِ
آثرْنَ عِقدَ الذارفاتِ دموعها --------- وزَهِدْنَ فى عِقدٍ منْ الإثراء ِ
فقلوبُهنّ من الشقاءِ سقيمةٌ ---------- ضاقتْ بحمل جلائل الأرزاء ِ
والأصدقاءُ جميعهم فى حيرة ٍ----- منْ تلكمو الحسراتِ والضّراء ِ
أفنوا عليك دموعَهم فتغيرتْ -------- هذى العيونُ بحُرقة ٍ وبكاء ِ
جاءوا إليك كأنهم منْ حزنهم --------- فقدوا بفقدكَ معشرَ الآباء ِ