استضافت دار الثقافة والفنون في شفاعمرو، يوم الخميس 11-4-2013، ندوة أدبية للدكتور محمد صفوري بعنوان: "شعرية السرد النسوي"، وهو الموضوع الذي كرس له الدكتور الكثير من الجهد والبحث، ونال علية من جامعة حيفا شهادة الدكتوراة.
رحّبت الأستاذة عزيزة دياب، مديرة دار الثقافة والفنون، بالتعاون الذي بارد إليه الأستاذ إيهاب حسين، مركّز مجمع اللغة العربية في حيفا، فكان من ثماره إقامة هذه الندوة التي "نعتبرها بداية طيّبة لتعاون مثمر بيننا وبين المجمع. ونحن حين نرحب بحضور ممتلين عنه في هذه الندوة، هما الشاعران، سيمون عيلوطي وسامر خير، إنما نرحّب أيضًا بالباحث الدكتور محمد صفوري، وبمحاوره الأستاذ إيهاب حسين وبالحضور الكريم الذي نتمنى له قضاء وقت ممتع ومفيد".
ثم تولى إدارة الندوة منظمها، الأستاذ إيهاب حسين، فأعرب عن أمله في نجاح هذه الندوات بحيث تصبح نهجًا ثابتًا وتقليدَا راسخًا في حياتنا الثقافيّة. ثمّ أردف قائلا: "ليست هذه هي المرّة الأولى التي يشارك فيها الدكتور محمد صفوري في نشاطات مجمع اللّغة العربيّة، فقد سبق أن استضفناه في ندوة حول شعر محمود درويش، أقيمت قبل مدّة في قرية شعب، فبيّن أن هذه الندوة التي خصصناها لمناقشة كتابه "شعرية السرد النسوي"، ستجري من خلال أسئلة أقوم بتوجيهها للباحث الدكتور، وبإمكان الحضور أن يشارك في طرح الأسئلة أيضًا".
تمحورت إجابات الدكتور صفوري حول استعراضه للعديد من وجهات النظر التي تمثل رأي الكتَّاب الرجال في الأدب النسوي، وتفاوت آرائهم فيما تكتبه المرأة. وعن سؤال حول إذا كان هناك أدب نسوي، وأدب رجَّالي، وإذا كان هناك ما يعتبر أدباً، أو لا أدب فقال: "مصطلح الأدب النسوي قائم، ولكن حين ننظر إلى الأدب النسوي، خاصة القصة القصيرة، نجد فيه موقف المرأة من الرجل الذي همش عبر التاريخ دورها في جميع مناحي الحياة، ووصل به الأمر إلى حد اعتبارها ملكاً من ممتلكاته، ما دفعها إلى أن تتمرد وتثور على ما لحق بها من ظلم واستعباد وتهميش، وذلك إلى حدّ وصل عند بعض الأديبات إلى أن يرفضن حتى مؤسسة الزواج، ويتحدَّثن في بعض أعمالهن الأدبية عن السحاق الذي جاء هو أيضاً نتيجة لتمردهن على الرجل، والمطالبة من بعضهن الآخر بالإستغناء عنه. وأضاف: رغم تباين وجهات النظر حول مصطلح "الأدب النسوي" إلا أن هذا المصطلح قد تأسس، وأنا في هذه الندوة لم أقصد التحدث عن الجوانب الفنية في الأدب النسوي، رغم أهميتها، بقدر ما آثرت رصد الظاهرة.
تميزت الندوة بإثارتها مضامين اشكاليّة، وبتفاعل الحضور الذي شارك في توجيه الأسئلة، وتقديم المداخلات، ومحارة الباحث حول العديد من الأمور الشائكة والمثيرة للجدل: مثل حريّة المرأة، وموقف الدين منها، ونظرة الرّجل الدونيّة إليها. ورغم أن الدكتور محمد صفوري أجاب عنها بإسهاب، إلا أنها بقيت معلّقة.
يجدر بالذكر أخيرا أن الاختلاف في وجهات النظر اتّسم بموضوعيّة الحوار الحضاري الذي يليق بمثقّفينا ومجتمعنا.