رعاية الموارِد الطّبيعيَّة المُهمَلة وإعادة الحياة إليها من جديد تعتبره مراكز التّعليم الميداني (מל"שים – מרכזי לימודי שדה) التّابعة لجمعيَّة حماية الطَّبيعة (החברה להגנת הטבע) مسؤوليَّة وهدفًا في سُلَّم أولويَّاتها.
في قرية الرَّامة الجليليَّة اندثر مُنذُ عشرات السِّنين مورد طبيعيّ هامّ عُرِف في الماضي بـِ "عين الصَّرار"، سُكّان القرية استغلّوا مياه العين في الماضي لأعمال الرَّي، ولم يختَفِ المورد وحده فحسب إنَّما اختفى معه وعي السُّكّان لأهمّيّته ورعايتهم له كما كان الأمر في الماضي إلى حدّ أنَّه لا يعلم بوجوده إلّا كبار السّن ويستغرب الجيل النّاشئ في القرية الحديث عن وجوده.
مركز التَّعليم الميداني في قرية الرَّامة بإدارة السَّيّد ربيع إسماعيل اتّخذ على عاتقه ضمن برنامج "التّربية البيئيَّة" (חינוך סביבתי) إعادة الحياة إلى موقع العين بتنظيفه، وترميمه وزراعة الوُرود حوله لتشدّ "عين الصّرار" انتباه سُكّان القرية إليها من جديد كأثر لمورد هامّ اعتمد عليه الآباء والأجداد في الماضي ولتُشجّعهم على العودة إلى رعايتها حاضرًا ومُسقبلًا على المدى الطّويل. وبما أنَّ العين تقع قريبًا من المدرسة الابتدائيَّة فقد قرّر مركز التّعليم الميداني العمل مع مجموعة من طُلّاب طبقة الرَّوابع على تنظيف وترميم موقع العين، وبعد لقاءات إرشاديَّة عدَّة أشرفت عليها المُرشِدتان هيام قزل وشيرين أبو جنب من المغار من قِبَل جمعيَّة حماية الطَّبيعة خرجت المجموعة صباح اليوم السَّبت إلى حملة تنظيف وزراعة ورود عند العين، بمُساعدة البُستاني إيهاب خريس ابن قرية المغار.
ومن الجدير بالذّكر أنَّ ابن الرّامة السّيّد أبو جمال علي منصور والّذي يسكن قُرب العين تواجد في المكان خلال الفعاليَّة وأعطى الطُّلّاب لمحة ومعلومات تاريخيَّة عن العين وتعهَّد بالمساهمة في رعاية العين بعد أن قامت المجموعة بتنظيفها وزرع النباتات فيها اليوم.
وفي المدرسة الابتدائيَّة في الرَّامة رحَّب مُدير المدرسة الأستاذ حاتم ضو بنشاطات مركز التّعليم الميداني مع افتتاحه في القرية منذ بداية العام الدّراسي 2012/2013، وتعمل نائبة المُدير المُعلّمة منال حدّاد على مدار السّنة الدّراسيَّة بالتّعاون مع الهيئة التّدريسيّة في المدرسة وإدارة وطاقم مركز التّعليم الميداني على تنسيق النّشاطات في برنامج "التّربية البيئيَّة" في إطار المدرسة.
يُشار إلى أنَّ برنامج "التّربية البيئيَّة" التّابع لجمعيَّة حماية الطَّبيعة والّذي تشترك فيه مراكز التّعليم الميداني في الوسطين الدُّرزي والشَّركسي بإدارة السَّيّد يوسف عساقلة يتم بالتّعاوُن مع المُؤسّسات التّربويَّة بالتّنسيق مع وزارة التّربية والتّعليم وبتمويل منها ومن قسم الأقليّات في مكتب رئيس الحُكومة بإدارة السّيّد هاشم حسين.