بقلم : غالب سيف
منذ أكثر من 3 أسابيع مضت والسلطات المحلية العربية الدرزية تمارس إضرابا مفتوحا وفي سبيل حصولها على المساواة مع السلطات المحلية اليهودية وفي باقي المجالات الحياتية أيضا , وبالأساس في سبيل التحرر والإنعتاق من حالة هذه المجالس المزرية , حيث 9 منها من 11 غير قادرة لاعلى دفع مستحقات موظفيها ولا دفع فواتير المياه وجمع النفايات ومتطلبات المدارس الأساسية وإنارة الشوارع والمؤسسات عندها وغير ذلك من مآسي حقيقية , الى حالة تعذر فيها على بلدية الكرمل ( المدارة بواسطة لجنة معينة !؟) دفع مستحقات الفاكسات ( النواسيخ) والهواتف ...!! . أما عن التمييز اللاحق بهذه الشريحة المعروفية الفلسطينية في باقي المجالات الحياتية فحدث ولا حرج , ويكفي أن نُذكِّر بأن مجمل ما تسمح به الإمكانيات للإستثمار في الطالب العربي الدرزي بالمعدل هو 2700 شاقلا قي السنة , بينما ما يتم إستثماره في الطالب اليهودي وبالمعدل هو 14000 شاقلا سنويا ..!!, هيك العدالة والمساواة ولا بلاش . هذا عدا عن مآسي مناهج التدريز السلطوية والتي قضت على الأخضر واليابس , وليس فقط في مجال التحصيل العلمي , نعم قضت على مستوى التعليم بحيث مستوى التعليم في قرانا هو الأدنى في البلاد , ( ومعروفة قصة شاعرنا العزيز والكبير ابو محمد سميح القاسم في يركا , عندما كان يلقي محاضرة عن الأوضاع وذكر حقيقة تدني مستوى التعليم في قرانا المعروفية ذاكرا بأنه المستوى الأدنى في العالم ما عدا في دولة بتسوانيا .. وكان تعقيب أحد الأخوة اليركانه المتواجدين بأن قال : " عليّ الطلاق يا رفيق سميح هذول دروز" ) , وجاءت نتائج هذه المناهج بهذه الشريحة الخاصة في مجتمعنا العربي الى حالة إغتراب أولا عن إنتمائها الأصلي العربي الفلسطيني وبالتالي الى إغتراب عن نفسها ومصالحها , لما للأمر من إرتباط وثيق في مجريات الأمور الآن .. وخاصة الحالة النضالية الشرعية المباركة هذه من جهة , وإنقطاع هذا النضال الضروري والهام عن وجوب إمتداده الطبيعي مع باقي مجتمعنا العربي وسلطاتنا المحلية العربية عامة , والأكثر إستهجانا حالة إنقاطعه المستهجن وغير المعقول ( والله إشي بشابه الكذب ) عن شريحة لا يستهان بها من جماهير قرانا المعروفية أيضا ..؟؟!! من جهة أخرى , رغم الصلة المباشرة بها ولها ومن أجلها . وأما إذا تطرقنا لقضايا الأرض والمسكن فإننا نتحقق عندها وبالدليل القاطع ان هذه الشريحة الفلسطينية هي صاحبة أكبر نصيب وحصة من نشاطات مصادرة الأراضي ( صودر أكثر من 82.5% من أراضينا وفي باقي قرانا العربية حوالي ال-80%) , وفي نفس الأساليب التي عُمِل بها في باقي قرانا العربية ولنفس الأهداف , لتكون أرضنا لشعب بلا أرض , ما عدا غرامات مخالفات البناء والتي كان أوجها ما قرره قاضي إسمه رحاميم( = الرحيم أو الشفوق) بحق الإخوان المشايخ الشباب من بيت أبوقاسم من بيت جن , حيث غرمهم على مخالفة عمار بمبلغ وقيمته 540 الف شاقلا ووجوب هدمهم لدورهم ومنع السكن فيها و3 أشهر حبس فعلي و3 أشهر إضافية مع وقف التنفيذ.. , والله هيك الشفقة والرحمة والعدالة ولا بلاش . هذا بدل أن يقوم هذا الكيان العنصري بواجبه المتعارف عليه في كل دول المعمورة والذي تقره كل الأعراف الدولية والقاضي بواجب توفير السكن والعمل والعلم والرفاه والصحة لكل المواطنين .. بغض النظر عن الجنس والقوم .
وفي هذه الحالة الخاصة , ومع حالة ثبات رؤساء سلطاتنا المحلية العربية على موقفهم النضالي المثابر والصحيح والعادل هذا , وحتى الآن , الأمر الذي يؤكد أولا أنه لا مفر أمامهم , فالتمييز من أمامهم والقضايا المذكورة أعلاه وغيرها أكثر من ورائهم , ولا سبيل أمامهم إلا دهك التمييز والقضاء عليه وبالكامل . وأيضا يؤكد هذا الثبات أننا مع كوكبة من الرؤساء المحترمين الكفئ في التفكير والتقدير والتقييم والمسوؤلية والإداء النضالي المطلبي والمستقبلي , وأيضا أن السلطة وبكل أذرعها لم تنجح حتى الآن من تفتيت موقفهم ولا شراء أحدهم بالفتات ولا بأكثر من هيك , الأمر الذي يجعلهم عنوان ثابت للنضال الحقيقي ويعزز ثقة الجمهور فيهم , والأهم يشكل حالة فيها يتبلور بوضوح مخرج أكيد من الحالة التعيسة التي وصلت إليها هذه الشريحة العزيزة والهامة لكل أبناء شعبنا الفلسطيني وفي كل أماكن تواجده , ( والتي عملت السلطة بكل قواها على إبعادها عن إنتمائها الإسلامي والعربي الفلسطيني ولصالح مصالحها ومشاريعها فقط) , ويشكل مسار حقيقي لتصحيح الأخطاء التي وقعت فيها قيادات خنوعة سابقة والتي أوقعت فيها جماهيرنا وأوصلتنا لهذه الحالة التعيسة والمثيرة للغضب والسخط والثورة . وأما للذين ما يزالون من بين ظهرانينا يجترون الحجج السلطوية البائسة لتثبيط وتهبيط العزائم والتحريض على رؤساء المجالس وعلى الموظفين أو على تدني نسب الجباية أو غيرها من الحجج الواهية الواهنة الرخيصة نقول وبكل وضوح , لا صوت يعلو صوت المعركة , الآن المعركة العادلة تقضي بأن نعطي كل الدعم والفرص والإقحام لإنتصار هذه المعركة , وهذا هو الربح بذاته , والبديل هو الخيانة , خيانة المصالح المتعلقة بالكبار والصغار والذين لم يولدوا حتى الآن وهي روشيتة الإنكسار والخسارة لا سمح الله , لذلك هبوا هبة رجل واحد , إدعموا وإقحموا والنصر آت وبالأكيد , هذا الصواب والمكسب .