قبل الدُّخول في جوهر هذا المقال علينا أوَّلًا أن نُعرِّف معنى المسؤوليَّة، فالمسؤوليَّة تجمع بين القيادة والإدارة، وفي هذا الإطار يُمكِن القول أن لا مسؤوليَّة بدون صلاحيَّة ولا صلاحيَّة بدون مسؤوليَّة. والمسؤوليَّة تخضع دائِمًا للمُحاسَبَة والمُساءَلة من قِبَل الشّعب وتحت طائلة القانون. وتجدر الإشارة إلى أنَّ القيادة تخلق مع الإنسان مُنذُ ولادَته ويُمكِن التَّحلِّي بهذه الصِّفة من خلال تطوير الذّات شخصيًّا أو عن طريق التَّجارب في الحياة. ومن لا يملُك مثل هذه الصِّفات المولودة معهُ أو المُكتَسَبة فلا يصلُح لِأن يكون قائِدًا مسؤولًا عن أيِّ فئة أو أيِّ جماعة كانت.
ويُمكِن للمسؤول أن يتبوَّأ منصب المسؤوليَّة عن طريق انتخابه طوعًا أو عن طريق اختياره بواسطة مُناقَصة، ومثالًا على ذلك انتخاب رئيس حكومة أو رئيس دولة أو رئيس مجلس محلِّي، وبالمُناقَصة تعيين مُدير عام وزارة أو مُدير بنك أو مصنع أو مُدير مدرسة.
وفي هذه الوَظائف والحالات على المُرشَّح أن يعرِضَ نفسَهُ للمَنْصِب اختياريًّا وليس قسرًا تحتَ ضغط أيٍّ كان أو أيّ مصلحة تُذكَر.
ومن الصِّفات الّتي يجب على المسؤول أن يتحلّى بها :
أوَّلا، قول الصِّدق ولا سِواه.
ثانيًا، الأمانة على المال العام.
ثالثًا، حفظ اللِّسان وضبط النَّفس.
رابعًا، عدم الانتِقام.
خامِسًا، مُعاملة الجميع بالمُساوة التّامَّة.
سادِسًا، السَّهر ليل نهار من أجل إنجاح مهمَّاتِهِ.
سابعًا، التّواجُد في مكان العمل في الوقت الّذي تقتضيه ظروف العمل.
ثامنًا، أن يكون حاضِرًا وجاهزًا لأيِّ طارئ من أيّ قاصِدٍ كان.
تاسعًا، أن يكون على خبرة إداريَّة جيِّدة لمنصبه، الأمر الّذي تتطلَّبُهُ أبسَطُ الوظائف في عصرنا هذا.
عاشِرًا، أن يكونَ مُتواضِعًا ومُحبًّا لعمله وغيورًا على مصالح الآخرين.
وفي هذا الصَّدد ومن خلال تجاربي السَّابقة في الأمور الإداريَّة والقياديَّة وجَدتُ أنَّ في مُجتمعِنا المغاري من يملُك هذه الصِّفات الّتي كان بالأحرى أن يتحلَّى بها كلّ مسؤول في نطاق وظيفته ومسؤوليَّته. وكي لا نظلمَ أحَدًا هُناكَ بعض من الأشخاص الّذين يتحلّون بهذه الصّفات، خاصّة الجُرأة وقول كلمة الحق وهُما صِفَتان لا بُدَّ أن يتحلّى بهما كلّ مسؤول، ونأمل أن نجد في هذه الفترة العصيبة الّتي تمرُّ بها القرية مثلَ هذا المسؤول والإداري وخاصَّة في تولّي رئاسة مجلس المغار المحلّي.
ولإنقاذ المغار من وضعها الحاليّ نُنوِّه أنَّنا ومع كوننا نقف عشيّة الحملة الانتخابيَّة نأمل من كافَّة المُواطِنين اعتبار هذه الصِّفات معيارًا وحافِزًا لانتخابِ مُرشّحهم الأفضل وذلك من أجل النُّهوض بالقرية إلى الأمام وتطويرها وتقدُّمها في كافَّة المجالات. وإلى اللقاء في مقال آخر.