معنى أن تكون الحواشي غير معيارية: خطر حقيقي على حياة المسافرين في السيارات التي قد تضطر للتوقف على جانب الطريق.
يكاد لا يكون هنالك سائق لم يضطر للتوقف بشكل مفاجئ وغير مخطط مرة واحدة على الأقل، في أعقاب خلل في السيارة أو لأي سبب آخر اضطره للتوقف على جانب الطريق. المكان الذي عادة ما يتوقف فيه السائقون على الطرقات الخارجية (التي تربط بين المدن والبلدات المخلفة) هو حاشية الطريق. وقد أظهر فحص أجراه متطوعو "أور يروك" أن في كثير من الأماكن في البلاد، حين يضطر سائق للتوقف على جانب الطريق، فإنه لن يجد مكانا يتوقف فيه.
مبدئيا، من المفترض أن تتضمن منظومة الطرقات القطرية في البلاد، بالإضافة للمساحة المخصصة للسفر، حاشية على يمين الطريق تستخدم للتوقف في حالات الخطر أو الحالات الطارئة، وحاشية أخرى في يسار الطريق، تستخدم لضمان أمان وسلامة مستخدمي الطريق. وفقا للقانون، يجب على الحاشية اليمنى للطريق أن تكون بعرض 3 أمتار على الأقل – وهي مسافة تسمح بتوقف السيارة وفتح الأبواب، بينما يجب أن تكون الحاشية اليسرى بعرض 1.2 متر. وقد وجد متطوعو أور يروك عددا من الأماكن المركزية في البلاد، لا تستوفي هذه الشروط.
أحد المواقع المركزية التي تعاني من إشكالية، وتم اكتشافه خلال الفحص، هو الطريق رقم 2 من نتانيا إلى تل أبيب. على امتداد هذا الطريق هنالك مسلك للمواصلات العامة في الجهة اليمنى، تستخدمه الحافلات بين الساعات 6:30 و 9:30 صباحا، وبعد ذلك يتحول ليصبح "الحاشية اليمنى" للطريق. المشكلة هنا مضاعفة: الشق الأول من المشكلة هو أن 18 ساعة من ساعات الصباح في كل أسبوع تكون بدون حاشية يمنى للطريق بتاتا، ولا يمكن التوقف هناك أبدا. أما الشق الثاني، فهو أنه حتى بعد الساعة 9:30، فإن الغالبية العظمى من السائقين لا يعلمون إطلاقا أن الحديث يدور عن "حاشية يمنى"، ويتم السفر فيها بشكل عادي وطبيعي. والنتيجة هي أنه حتى لو توقفت سيارة ما في هذه "الحاشية"، فإن أي سيارة مسافرة بسرعة كبيرة هناك، ستشكل خطرا كبيرا على حياة السائق الذي توقف.
من المواقع الإشكالية الأخرى التي تم تشخيصها، مسلك الصعود إلى جسر "جليلوت" على الطريق رقم 2، حيث يوجد هناك حاجز ممتص للصدمات، تعرض لوقوع حادث، ولم يتم إصلاحه أو تغييره بعد، ولذلك فإنه لا يؤدي وظيفته أبدا. عمليا، طالما لم يتم تصليح الوضع، فإن هذا الحاجز يشكل خطرا على حياة السائقين.
مكان إشكالي آخر تم إيجاده، هو على الشارع رقم 70 في منطقة الكابري، منوت، وشلومي، حيث تم اكتشاف درجة (مطبّ) بين الطريق والحاشية. معنى هذا هو أن السائق الذي يرغب بالنزول عن الطريق إلى الحاشية ليتوقف هناك، قد يفقد السيطرة على السيارة بسبب البنية التحتية السيئة. كما أن الحاشية في ذلك المكان ضيقة ولا تكفي للتوقف بصورة آمنة.
كذلك، وجد المتطوعون أن الشارع رقم 85، في المنطقة القريبة من معليا ونافي زيف، يحتوي على عيب في حواشي الطريق، حيث أن الحاجز الذي يفصل بين المسالك مصنوع من نوعية حديد "غير متسامحة" مع اصطدامات المركبات. حين تصطدم سيارة بهذا النوع من الحواجز، فمن الممكن أن تكون النتيجة قاتلة، تماما كما حصل في حادث وقع خلال شهر آذار من هذه السنة، في نفس المكان تحديداً.
ومن العيوب الأخرى التي وجدها المتطوعون، عيب في الطريق رقم 7155 على مقربة من كيبوتس "مرحافيا"، وهو عبارة عن "درجة" في الحاشية، وانعدام إمكانية التوقف بصورة آمنة.
عن هذا الموضوع، جاءنا من جمعية أور يروك: "حواشي الطريق هي مكان خطير أصلا، فكم بالحري حين لا تكون سليمة وصالحة. الحواشي موجودة على اطراف الطرقات السريعة التي عادة ما تكون قوة الاصطدام فيها قاتلة، لذلك فيجب عليها أن تكون آمنة بأكبر قدر ممكن بالنسبة لمستخدمي الطريق. يجب على الدولة أن تجري فحصا متعمقا لحواشي الطرقات في مختلف أنحاء البلاد، وإصلاح الحواشي التي تحتاج إلى ذلك. معنى إصلاح العيوب في حواشي الطريق، هو إنقاذ حياة الكثير من الناس".