الجبهة: سياسة اللامبالاة الحكومية تزيد من تنامي العنصرية والفاشية
تؤكد كتلة الجبهة البرلمانية ان استمرار التجاهل والمماطلة في مواجهة آفة العنصرية المنتشرة والمتزايدة يزيد من خطورتها، ويؤكد ما حذرنا منه سابقًا، بأن أقصر الطرق للحد من هذه الظاهرة والآفة هو مجابهتها وقلعها من جذورها. ومع تزايد الأحداث واستطلاعات الرأي التي تظهر الحقيقة الجلية، بازدياد اعداد الحالات العنصرية على مختلف أشكالها وتضاعفها لا يمكن الا أن نقول بأن هناك من يدرك ويعي خطورة تنامي وازدياد هذه الأحداث، لكنه لا يحرك ساكنًا، وقد يكون أرباب السلطة التنفيذية المسؤولون عن حماية المواطنين من هذه الظواهر معنيون بتناميها، لذلك نحملهم المسؤولية الكاملة، لأن اياديهم ما زالت مكتوفة رغم كل التحذيرات والتنبيهات والصرخات المدوية التي نطلقها من منصات البرلمان، وكل منبر وكل شارع وكل جامعة وكل مدينة وقرية وساحة.
ان ما كشفته مدرسة أجيال في يافا ليس بالأمر الجديد، لأن من يعمل بهذا الاسلوب يدرك ويعي ما يفعل ،ويضع الترتيبات للفصل بين العرب واليهود، استمرارًا لسياسة الفصل العنصري التي انتهجتها الكنيست السابقة، بعنصرة العديد من القوانين التي حذرت كتلة الجبهة من عواقبها، ونتائجها الوخيمة، وقلنا حينها بأن هذه رسالة وتأشيرة مفتوحة لكل العنصريين بالاستفحال وبث سمومهم ونشر النهج العنصري بدون أي رادع.
كتلة الجبهة البرلمانية تعي تمامًا ان استمرار هذه الظواهر يدفعنا الى هاوية خطيرة، الى هاوية الفاشية التي تردد اصوات اليمين المتعالية شعاراتها بازدياد يومًا بعد يوم، ولا يمكننا الا ان نقول بأننا لن ندع الفاشية تمر، ولن نسمح باختزال صوتنا الحر الأصيل في وجه هذه القوى الفاشية اليمينية، وسنستمر في الوقوف أما هذا المد المتواصل لنوقفه ونعيده الى الوراء ونقتلعه من جذوره القذرة.
نحن نؤكد ان مدرسة أجيال في يافا ومعلميها وطلابها أقوى من هذا التصرف العنصري البغيض، وأرقى ممن يوجه هذه العصابات في مختلف تنواجدها لبث سمومها الخطيرة، وندعوهم وكل المدارس العربية واليهودية لنبذ هذا الشكل من التعامل، وركل العنصرية الى المزابل، وندعوهم الى الوصول الى كل محفل وكل ملعب وكل مدينة وكل ميدان بلا أي رادع واي خوف، بل باصرار على الافتخار بهويتنا الوطنية والانسانية، وبأننا أبناء هذا الوطن الذي لا وطن لنا سواه، وسندوس ترابه في كل بقعة بلا أي رادع، وليشرب كل العنصريون ماء البحر، ويكتووا بنار الشمس، لأن شمسنا تشرق من جديد في كل يوم لتحرق أحقادهم وتكيد شعورهم.
كتلة الجبهة البرلمانية تحمل الحكومة بوزاراتها وهيئاتها المختلفة المسؤولية الكاملة عن سياسة اللامبالاة والمراءاة لكافة الظواهر العنصرية والفاشية التي شهدناها في الأعوام الأخيرة، ولم تحرك ساكنًا لا في صفد ولا في المدن المختلطة، ولا في ملاعب كرة القدم، ولا ضد العديد من الحاخامات بتصرفاتهم وتصريحاتهم العنصرية ودعواتهم الى أخذ زمام المبادرة ضد المواطنين العرب في العديد من الحالات. كل هذا مقابل صمت الصامتين في حكومة نتنياهو، لذلك آن الأوان لاطلاق صرخة مدوية استمرارًا لصرخاتنا السابقة بقلع العنصرية ومحاكمة كل العنصريين، ووقف سياسة اللامبالاة، لأن الهاوية على مرمى من اعيننا، فهاتوا اياديكم لندحر آفة العنصرية ونقتلعها من جذورها.