المحامي فريد غانم : " كل ما ورد في تقرير مُراقِب الدَّولة وكل الأرقام الّتي ذُكِرت في التّقرير بشأن الهواتف النّقّالة لا أساس لها من الصِّحَّة وهذا كلام غير صحيح وغير دقيق".
"بناء روضات وبساتين في البلدة القديمة مهمّة مستحيلة إذ لا يوجد هناك أراضي لا للمُصادرة ولا أراضي دولة".
وفي تعقيب لرئيس المجلس لمُحرّر موقع سبيل حول المُقابلة عبر راديو صوت إسرائيل أبدى امتعاضه من تركيز الإعلامي في صوت إسرائيل على توجيه أسئلة حول تقرير مُراقب الدّولة وقال إنّه كان جدير بالمُذيع أن يكون مُنصِفًا وأن يتطرّق إلى أسئلة حول الإنجازات العظيمة الّتي حقّقها المجلس بما فيها التّوازن المالي وإعادة عشرات ملايين الشّواقل من الدّيون، منها 25 مليون شيكل دُيون للعمّال لضريبة الدّخل والصّناديق والتّأمين الوطني وغيرها، وكذلك شقّ الشّوارع وتعبيدها وبناء ملاعب رياضيَّة وترميمها، بالإضافة إلى نجاحات عديدة في مجال التّربية والتّعليم ومدينة بلا عنف وحواسيب للأولاد.
موقع سبيل
أذاع راديو صوت إسرائيل باللغة العربيَّة مقابلة مع رئيس مجلس المغار المحلّي المُحامي فريد غانم، أجراها معه الإعلامي يوسف شدّاد ضمن برنامج "حديث الشّمال" ننقلها هُنا خطِّيًّا:
سؤال: السّؤال الأوَّل مُتعلّق بالوضع العام في المغار، حدّثنا عن النّسيج الاجتماع في المغار اليوم في العام 2013؟
جواب: المغار يبلغ عدد سُكّانها اليوم بين 21-22 ألف نسمة، يعني قرية كبيرة يُمكِن أن تتحوَّل إلى مدينة تعيش فيها ثلاث طوائف، دروز ومسيحيّون ومُسلمون، والمُسلمون مُنقَسِمون إلى فلّاحين في الأصل وبدو.
لا يوجد جديد في النّسيج الاجتماعي، هُناك تغيّرات طفيفة عبر السّنوات، الأمور هادئة بشكل عام حيث لا تخلو قُرانا والمدن بشكل عام من بعض المشاكل، ولكن بشكل عام نستطيع أن نُقيّم الوضع في المغار على أنَّه وضع جيِّد وعلاقات طيِّبة.
المغار تُصنَّف عنقود رقم 3، ممّا يعني وضع اجتماعي اقتصادي سيّئ، ليس أسوأ ما يكون لكن سيّئ. الاستقرار المالي في المجلس مُستمرّ منذ أربع سنوات.
سؤال: نُشير الآن إلى ما ورد في تقرير مُراقب الدَّولة، فهُناك انتقادات عديدة للمجلس بكل ما يتعلّق بالإدارة الماليَّة، هل حقًّا قُمتُم بدفع مبالِغ مُبالَغ بها لشركة هواتف من أجل الاتّصال معها؟ أم أنَّ هذا الأمر تمّ معالجته في فترتك كرئيس مجلس؟
جواب: أجبنا في السّابق وسنُجيب الآن. المُعطيات والأرقام عارية عن الصّحّة على الإطلاق، ونحنُ لم ندفع أغورة واحدة لشركة الهواتف، إذ المجلس المحلّي يُسدّد عن المُوظّف الّذي يحصل على هاتف 100 شيكل فقط، وكل مبلغ يتعدّى الـ100 شيكل يُدفَع من قِبَل المُوظّف.
سؤال: أنتَ تقول إنَّ المبالغ الّتي دُفِعَت هي من ضمن القانون والمعقول!
جواب: لا، أنا أقول غير ذلك، أقول الأرقام الّتي وردت في تقرير مُراقِب الدّولة هي أرقام خاطئة من أساسها، ولا أساس لها على الإطلاق، وأوضحت أنَّ التَّعاقُد جرى قبل أن أكون رئيسًا للمجلس المحلّي، وهذا لا يهُم فالقضيَّة أنَّ كل موظّف مجلس محلّي يحصل على 100 شيكل مُقابِل اتّصالات هواتف، يعني تغطية مصاريف الهواتف. والّذي حصل في التّعاقُد قبل أن أكون رئيسًا للمجلس المحلّي تمّ التّعاقد بشكل غير قانوني بدون مُناقَصة، وبشكل غير صحيح ولكن المجلس المحلّي لم يتكلّف بأغورة واحدة، لأنّه يغطّي عن كل مُوظّف 100 شيكل فقط، وإذا كان مصروف المُوظّف 200 شيكل فالمائة شيكل الإضافيّة تُدفَع من جيب المُوظَّف، والمجلس المحلّي لم يدفع أي مبلغ على الإطلاق.
وفي مرحلة مُعيَّنة عندما انتقلنا من شركة إلى أخرى، الشَّركة الّتي تركناها غرَّمتنا بمبلغ 85 ألف شيكل، والشّركة الّتي دخلنا إليها دفعت لنا 126 ألف شيكل، فعمليًّا حصلنا على مبلغ 45 ألف شيكل إضافي أي كسبنا 45 ألف شيكل، وعلى أيّة حال قبل سنة تقريبًا كان هناك مُناقصة فازت بها إحدى الشّركات فنحنُ نعمل وفقًا للمُناقصة، وكل الأرقام الّتي ذُكِرت في التّقرير لا أساس لها من الصّحة وهذا كلام على الإطلاق غير صحيح وغير دقيق.
سؤال: أيضًا ذُكِر في تقرير مُراقب الدّولة في كل ما يتعلّق بالأحياء القديمة في المغار وذُكِر أنّها تعاني من عدم وجود بناء رياض أطفال وحضانات وبساتين، وبالمُقابِل أنتم تذكرون أنَّ هناك صعوبة فقط في استئجار العقارات، هل تغلّبتُم على هذه المُشكِلة؟ أم أنّ الأمر ما زال مُعلَّقًا وقيد البحث ولا زلت تبحث عن آليّات لإنهائة والوُصول إلى حلّه؟
جواب: في البلدة القديمة مهمّة مُستحيلة، فالبناء في الأحياء القديمة مُتراصّ، لا يوجد هناك أراضٍ لا للمُصادرة ولا أراضي دولة على الإطلاق، لا يجوز ولا يُمكِن أن نبني لا بستان أطفال ولا بناية مجلس محلّي ولا نادٍ ولا أي شيء.
سؤال: وما الحل؟
جواب: الحل هو أن نحصل على أراضٍ من دائرة أراضي إسرائيل، ففي الأحياء الّتي فيها أراضي لدائرة اراضي اسرائيل تعمل على تهريبها بصفقات مُتبادَلة، إذ داخل البلدة لا توجد أراضي وهذه حقيقة ورثناها كلّنا ولا يوجد حلول سحريّة. من لديه حُلول سحريّة سواء مُراقِب الدّولة أو غيره، مع احترامي للجميع فليتفضّل بتقديم اقتراحاته العمليَّة، إذ لا يكفي الانتقاد، إذ يُمكِن أن ننتقد مئات الظّواهر في قرانا بما في ذلك المغار، ولكن يجب أن نطرح حلًّا عمليًّا. الانتقاد صحيح، أنا أنتقد هذه الظّاهرة ولكن ليست لديّ حلول وليست لدولة إسرائيل حُلول وليست لوزارة الماليّة حُلول وليس لمُراقِب الدّولة حُلول. الحل هو استئجار فقط، إمّا أن نستأجر وإمّا أن نبني بساتين أطفال بعيدة جدًّا عن البلدة، وهذا يُكلّفنا أموالًا طائلة جدًّا لا نستطيع أن نتحمّلها، وإذا كانت وزارة المعارف مُستعدّة أن تُموّل تسفير الطّلاب فلدينا في بعض المواقع أماكن لبناء بساتين أطفال، ولكن لا أحد يرحمك، يريدون أن يقصّوا اللحم الحي منك وهذه الظّاهرة مرّ عليها 60 عامًا وهي موجودة في كل القُرى وليس في المغار فقط، وأستغرب وكأنّهم على الورق ينتقدون.
سؤال: موضوع آخر يتعلّق أيضًا بالأطفال وجهاز التّربية والتّعليم، كان هنالك ذكر للأمان على مستوى البساتين والتّقرير لم يكُن مُطمئِنًا، هل أجريتم تحسينات معيّنة، وهل شكّلت طاقمًا يعمل ميدانيًّا من أجل إنهاء مشكلة أمان الأطفال في هذه البساتين والمدارس؟
جواب: أوَّلًا أستغرب أنَّنا نعود إلى تقرير مراقب الدّولة منذ ثمانية شهور، فقد أجبنا خطّيًّا وأجبنا عبر وسائل الإعلام وعبر راديو صوت إسرائيل، والآن لماذا تُثار الأمور مرّة أخرى؟ فقد أجبنا على كل هذه القضايا وأنا أستغرب منكَ أخ يوسف أنّك تطرح الأمور وأجدر بك أن تسأل كيف حصلت المدرسة "هـ" على جائزة وزارة المعارف والّتي سنحتفل بها بعد غدٍ، والمغار حصلت على المكان الأوَّل في الوسط العربي في استحقاقات البجروت ويجب أن نُقارِن هذه الفترة مع الفترات السَّابقة، فوضعنا الآن فيما يتعلّق بأمان الأطفال وكلّ الأمور أفضل ممّا كان عليه سابقًا. وهذه الأمور لا تُطرَح وهذا غريب، وغدًا لديّ جلسة في وزارة المعارف بهذا الخُصوص، وهناك طاقم يفحص كل الأمور، ونحن نُتابع الأمور بدون ومع مراقب الدّولة، فوضعنا يتحسّن من يوم إلى يوم وإذا ذهبت لأي مدرسة في دولة إسرائيل ستجد بعض النّواقص، ولا يوجد شيء كامل ونحنُ نعمل بكلّ الطّرق ولدينا اليوم خطّة مُتكامِلة لتصليح كل ما يُمكِن تصليحه عبر ميزانيَّات من "مفعال هبايس".
سؤال: سبق أن صرّحت بأنَّك تُطالِب بملاجئ وهناك صعوبات لأشخاص ينوون بناء ملاجئ واستصدار التّراخيص لمنازلهم، ما تعقيبك؟
جواب: أنا لم أطالِب ببناء ملاجئ جماهيريَّة، وهذا شيء غير وارد، فلا في المغار ولا في أي مكان في دولة إسرائيل يبحثون عن حلول من هذا النّوع، إذ إنّ الأمر يحتاج إلى ميزانيّات ولا يوجد مثل هذه الميزانيّات، وكما أجابونا قضيَّة الملاجئ العامَّة ليست واردة بعد والحل هو عن طريق بناء ملاجئ في المنازل. وفي المدارس يوجد ملاجئ والقانون يُلزِم كل من يبني بيتًا أن يكون فيه ملجأ للعائلة، ونحن طلبنا من دائرة التّنظيم أن تُسهّل ترخيص المنازل الّتي لا يوجد فيها ملاجئ، ضغطنا ووعدونا ولكن كل الوُعود لم تُنفّذ للأسف الشّديد والأمر يستدعي تدخُّلًا من السلطة المركزيّة على أعلى المستويات لوضع حدٍّ للإشكاليّة التي يواجهها كل مواطن يريد أن يبني بيتًا لنفسه ولعائلته ملجأ. هذا هو الحل وعلى مستوى المجلس المحلّي من حيث الاستعداد لحالات الطّوارئ نحنُ في وضع جيّد جدًّا حيث لدينا طواقم من مُختلف المجالات لمُساعدة السّكان وإيجاد الحُلول ولمنع الإصابات بقدر الإمكان ضمن الحُلول المُتاحة لدينا.
سؤال: حدّثنا عن الاحتفال الّذي سيقام بعد يومين، حيث أنّك تشعر بفخر شديد من الإنجاز الّذي حقّقته المدرسة "هـ"؟
جواب: المدرسة هي مدرسة ابتدائيّة أقيمت منذ 8 سنوات، وهذا العام حصلت على عدّة جوائز، منها جائزة لواء الشّمال ومُؤخّرًا حصلت على جائزة وزارة المعارف على المُستوى القُطري، وعمليًّا مدرستان حصلتا على هذه الجائزة، مدرسة في المغار ومدرسة في صفد. وهذا الإنجاز نفتخر به ونتمنّى أن يستمرّ وأن نتلقّى الجوائز والاستحسان في باقي المدارس عندنا. الوضع بشكل عام في تقدّم وأنا لا أقول إنّه مثاليًّا، إذ إنّنا عندما حصلنا في العام الماضي على المكان الأوّل في البجروت كنت أقول هذا إنجاز كبير يجب أن نثني على كل من يُساهِم في تحقيقه، ولكن في نفس الوقت يجب ألّا نكتفي بهذا الأمر ويجب ألّا نكتفي بوضع أكاليل الغار وإنّما يجب أن نُحسّن العلامات بدون التّخلّي عن القِيَم الحميدة، والأمر يحتاج إلى مزيد من العمل.
المُحامي فريد غانم - رئيس مجلس المغار المحلّي
الإعلامي يوسف شدّاد - صوت إسرائيل