هل بالإمكان تحويل يانوح-جث لمثل يُحتذى بِهِ؟

بقلم : غالب سيف - يانوح,
تاريخ النشر 16/06/2013 - 11:40:02 am

نحن على أبواب انتخابات للسلطات المحلية , بما فيه مجلسنا المحلي يانوح-جث والذي تديره لجنة معينة منذ العام 2010 , وبحكم تطورات قطرية ومحلية مترابطة ومتداخلة وذات صلة, شرحناها في السابق , ولمنع التكرار لن نخوض في تفاصيلها الآن لا في الذم ولا اللوم, رغم أن لهذه التفاصيل كان المفروض أن يكون تأثير حاسم على التنافس بين المرشحين للعضوية والرئاسة, ولكن وتماشياً مع كون مجتمعنا غير متحرراً من النزعات الخاصة والفئوية والقبلية  السطحية, ولتفادي ما نعانيه من هذه الحالة الاجتماعية والتي فيها منسوب التعصب من هذا القبيل وللأسف لا باس به, ولأن الحاجة لجمع القوى وتوحيد الموقف وغيرها من الاعتبارات أقوى من الحاجة لجرد حسابات شخصية وفئوية, ,لكان من الضروري أن نذكرها لما كان من المفروض أن تأتي به , لذلك امتنع عن ذكرها مجدداً وليكون هذا التمنع جزء لا يتجزأ من الذهنية المُقترحة لتكون السائدة في هذه المرحلة الهامة والحساسة, مرحلة لملمت الآلام وتقوية الآمال.
 ونضيف اعتبار آخر بأن لقمة العيش مُرة , وتُستثمر عندنا بكل قوة وعنف من الداخل والخارج في حالات كثيرة, وخاصة في الانتخابات المحلية وبشكل يضر في المصلحة, ولأن المصلحة العامة هي المُرشحة أن تتحمل وتحمل أعباء ذهنية الحسابات السياسية الشخصية والفئوية السطحية الضارة وهذا الاعتبار, ومن جهتي وحسب قناعاتي ومن باب التأكيد والتمسك بهذه المصلحة , والتي تستدعي وبحسب قناعاتي والتجربة والمنطق والمسؤولية هذا الطرح لموضوع ما هو المحور الذي يجب أن تتمحور حوله هذه المنافسة, لأنه لا طريق آخر سواها يأتي لنا بتحقيق المصلحة العامة .. وأيضاً المنافع الخاصة, سوى بسوى ,  بتناسق وبتناغم وبدون تضارب أو تناقضات,  لذلك ولتحقيق الأمران الخاص والعام وبدون تناقض أو على الأقل تخفيف حِدتُه , ولتجاوز المِحَن والوهن وأصحابهم, أقترح على جميع اهلنا في يانوح-جث أن تبنى قناعاتنا الجماعية على الثوابت التالية:
- الأخذ بعين الاعتبار , وقبل أي اعتبار آخر, أن مجلسنا المحلي أقيم على أنقاض مجلسنا الاقليمي "مركز الجليل" وخدمة للمشروع الرسمي والشعبي الصهيوني القاضي والهادف لتهويد جليلنا, أي تهويد أرضنا , وبناءاً وتنفيذاً لهذه المخططات الرسمية والتي تفاصيلها مذكورة في وثيقتى كينغ وجاد يعقوبي وقرارات حكومية ذات الصلة المباشرة, وهي كثيرة وذكرنا تفاصيلها في معالجات سابقة , وتغييب هذه الحقائق عن ساحة التنافس في هذه الانتخابات سيأتي لنا بالأكيد بتغليب التناقضات الداخلية والصراعات الشكلية والسطحية على حساب هذا التناقض الأساسي والجوهري والثابت مع هذه السياسة الرسمية, والتي أصبحت محط غضب وسخط الجميع, وفي حالة تجاهلها وتغييبها وكما نجحوا في السابق, لحقتنا المآسي والخزعبلات والتناحر والفتن والسلوكيات السطحية , والتي ذقنا طعمها ومُرّها وُسِمها وما زالت طعمتها تحت اسنانا.. وما زلنا نعيش الكثير من اسقاطاتها ولذلك أهمية التنبه لها والعمل على مواجهتها بدل دفن الرأس بالرمل.
- الأمر التالي الذي يجب أخذه بعين الاعتبار, أن رأس المال المُمثل بالصناعيين ستيف وايتان فارتهايمر, ومن منا لا يعرفهما ويعرف موقفهما ومكانتهما من مصالحنا, ما زالا في حالة الطمع والجشع للانقضاض ولسلب حقوقنا وأرضنا , التي سُلِب منها وما هو تحت سيطرتنا حتى الآن, وهاذان الثريان, شاء من شاء وأبى من أبى, عامل ذات تأثير قوي وسلبي جداً في هذا التنافس , والذي بحكم تدخلهما وتعاملهما مع داخلنا بكل قوة وبطش, مما حول التنافس الشرعي إلى صراع ومعركة لا بل إلى حرب, بينهما الأقوياء الأغنياء وبيننا العاديين الآمنين الفقراء, وكما هو واقع الحال الآن, تدور هذه الحرب "الخفية" العلنية على هذه الحقوق أي حقوقنا وحاضرنا ومستقبلنا, لذلك علينا أن نعي أنه ما داما مُصِرين على التعطيل على ارجاع حقنا على التيفن وبكل عنف وقوة ووقاحة , إذا لا مفر من الاعتراف بتواجدهما في قلب هذا التنافس أو الحرب , شاء من شاء وأبى من أبى أو أخفى, لذلك على كل أهالينا وخاصة مرشحينا والمتنافسين على الحصول على ثقتنا, اعلان فهمهم ووعيهم لهذه الحقائق وما تعنيه لنا ولقواعد لعبة التنافس, وفقط اعلان كهذا, هو وليس غيره, من المفروض أن نحوله إلى تأشيرة المجتمع لصلاحية وشرعية حصول أيّ من المرشحين على هذه الثقة النفيسة الغالية .
- كذلك يجب تحويل حاجتنا للعلم والتطور والحصول على خدمات بمستوي عصري وحضاري , وعلى الأقل كما يحصلوا عليه جيراننا كمعيار اضافي, وهذا يتطلب أن يكون مجلسنا في حالة مالية تمكنه من العمل على دعم التعليم واحداث التطوير وتقديم الخدمات , وكما يقول مثلنا الشعبي , لا يمكن قليّ البيض في البزاق (اللعاب) , كذلك لا يمكن القيام بهذه المهمات إلا بتوفير 4 مصادر مالية اضافية للمجلس بالإضافة للموجود(والموجود سيتقلص بشكل كبير بحكم شطب التمويل الخاص للجان المُعينة والتي يحصل عليها المجلس اليوم , ناهيك عن مصادر التمويل التي يحصل عليها الرئيس المُعيّن وبحكم علاقاته الخاصة وهي كثيرة), وبدون توفير المصادر الاضافية سيعود مجلسنا ( والذي الآن ليس بحالة مالية وفيرة!!) إلى ما كان عليه وفيه من الصعاب والمشقات والتقليصات, والتي ستمس هذه الحاجات والأشخاص والعائلات والحالات  , لذلك لا مفر من جعل المنافسة والمتنافسين وكل الجمهور وبدون استثناء وحتى في حالة توحُدنا فكرياً وتنظيمياً, نعم ولو توحدنا كلنا ومع هذه الثوابت( وهذا في نظري أفضل البدائل وممكن) وكل هذا يقضي  أن يتمحور نشاط جميع المتعاطين في هذه الانتخابات الهامة جداً  حول هذه الثوابت , وحول المعركة لتوفير هذه المصادر الأربعة وهي:
أ‌. رفع نسبة هبة الموازنة في الميزانية العادية للمجلس وكما كانت عام 1996 , في حينه حصل مجلسنا على 52% من حجم ميزانيته من هذه الهبة, أي 8,132,000 شاقلا من أصل 16,000,000 , وللمقارنة والمقاربة مع ميزانية مجلسنا للعام 2013 والبالغة 34,5 مليون شاقلا , كان من المفروض وحسب هذه النِسبة أن نحصل على 17 مليون شاقلا هبة موازنة, بدل ال-8 ملايين التي نحصل عليها اليوم , وهذا الأمر ليس بالسهل الحصول عليه ولكنه ليس بالمُستحيل, ومن طلب العلا سهر الليالي, لذلك على المنتخبين أن تكون ذهنيتهم مهيئة لهذا العمل ومعطياتهم قادرة على القيام بذلك.
ب‌. اليوم مجلسنا المحلي يسدد ملايين الشواقل سنوياً مقابل القروض طويلة الأمد والتي حصل عليها لبناء شبكات المياه والمجاري , وكان مفروض أن يتحول تسديد هذه الديون لعاتق "شركة المياه والمجاري العين" , والتي فرضوها علينا وأخذت ما بناه المجلس بدون أي مقابل يُذكر, وتحويل تسديد هذه الديون لهذه الجهة سيوفر علينا ولنا الكثير من الملايين, لذلك اهمية الأمر وضرورة وضعه على لائحة الثوابت.
ت‌. ضرورة استمرار نضالنا العادل لإرجاع منطقتنا الصناعية التيفن لمنطقة نفوذنا , وليس فقط كمعركة عادلة وهي حق لنا وتمنع توسع هذا السرطان على أرضنا وغيرها من الاعتبارات , وكلها مهمة, إلا أن الاعتبار المركزي في السياق المذكور أعلاه  هو أن ارجاع التوفانية لمنطقة نفوذ مجلسنا وكما كان عام 1990 ( وليس قبل 4000 سنة) سيأتي للمجلس بمدخول اضافي ثابت لا يقل عن عشرات الملايين من الشواقل سنوياً , وهو .. يغنينا.. عن كل المشقات والمتاعب المالية والسياسية والعمرانية والخدماتية والترجوية ( من ترجاية) وتلحيس أرجل الوسطاء المفروضين على رقاب الأهالي عُنوةً, وعن طريق رأس المال والسلطة موحدين , ليمسوا العباد والبلاد, البشر والشجر والحجر ولقمة عيش الإنسان اليانوحي-الجثاوي, والتي بدل أن تكون حق شرعي له, يتم تحويلها في الانتخابات وبحكم جدلية الصراع على هذه الأرض والحقوق للحالة البائسة التي نعيشها. لذلك يجب أن يكون الموقف واضح وثابت من هذا البند من هذه الثوابت وأي تهميش أو تغييب له هو الضرر بحاله .
ث‌. وفي حالة تعثر توفير هذه المصادر للتمويل , لن يبقى أما المنتخبين الجدد سوى الرجوع لتقليص الحاجات أعلاه, وسيتم ذلك عبر تقليص الدعم للتعليم بدل تقويته , ووقف التطوير بدل رفعه, وتقليص الخدمات وعن طريق خطط الاشفاء الجاهزة بدل رفع منسوبها المُتدني الآن بالمقارنة مع جيراننا.
لذلك وبكل محبة ومع نزع كل المشاعر التي تأتي بالتنافر والصراعات الوهمية والمُضرة , المبنية في كل الحالات, أطرح أمام الناخب أولا وأمام المتنافسين والنشطاء ثانياً, ولكي تكون الرؤيا واضحة, والنية صافية, والمصلحة فوق كل اعتبار فردي وفئوي ضيق وسطحي, والعزيمة قوية وجارفة, لذلك كل هذا يقضي أولاً وأخيرا ادراك ومعرفة هذه الثوابت والعمل بكل الطاقات والطرق والسُبل نحو التمسك بها, وأكثر لتحويلها مقياس وبوصلة لعملنا السياسي والاجتماعي, وعندها لنقول لمن له أو عنده تناقض معها, الله وعلي معك, هو ليروح في حاله ويتركنا إحنا نروح في ثوابتنا وحقوقنا  وحالنا. وهكذا فقط نجعل المُستحيل هو المُستحيل , ولتأكيد هذه المقولة عن المُستحيل وتدعيم شواهدها أعود لأُذكر بما كتبته في معالجة سابقة لي تحت العنوان : "هل بني براك مثل يُحتذى بِهِ؟" , فيها تفاصيل ذات صلة مع الفكرة والأفكار المطروحة( بالإمكان الحصول عليها عن طريق الانترنيت وعند صاحبنا جوجل – ما على القارئ إلا أن يكتب غالب سيف وصاحبنا يعطيك المقالة), هذه الثوابت والقضايا والأمور هي وليس غيرها عنوان مرحلتنا الآتية, والضرورة تقضي بأن نقتنع, على الأقل بغالبيتنا والأفضل كلنا وهذا أقوى وأفيد, بضرورة وحاجة تبنيها  كوحدة فكرية ونضالية واحدة موحدة ومُوَحِدةٌ, وأن نُغلِّبها على أيّ اعتبار , وهذا التبني وكشرط مُسبق  يؤهلنا أن نطرح السؤال الجوهري والمصيري الآتي : هل بإمكاننا تحويل يانوح-جث لمثل يُحتذى به؟ , من قلبي وربي وقناعاتي اتمنى ذلك. وكل انتخابات والجميع بخير. 

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.سوعادبس و يانوح جث بتعمل ايه25/01/2014 - 10:49:55 am

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 2440
//echo 111; ?>