وليس على الأعقاب ترمى كلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدِّما .
هذا البيت يقول إننا قومٌ لا يفر ولا يهربُ وإنما يواجه ويجابه وأن الدماء تقطر منا من الأمام لأننا لا ندير ظهرنا للأمور ونفر منها بل نلاقيها مهما كانت صعوبتها ونحلها . أجل هكذا تورد الإبل يا عمرو.
المغار كانت ولا زالت المكان الذي نود أن نعيش فيه بكرامةٍ ، حبٍّ وأخوّة فجميعنا أبناء بلدة واحدة نعرف ما ينقصنا ونعرف ما نريد ولكننا نجهل الطريق التي توصلنا الى ما نبغي . فالحقوق تؤخذ ولا تعطى ، وكما قيل : " لا بد دون الشهد من إبر النحل " . جميعنا يعرف اننا في نظر الحكومات الاسرائيلية مواطنون من الدرجة الرابعة او الخامسة ، وما يزيد الطين بلّة أننا نتعايش مع هذا الوضع ونرضى به ، وإذا كانت الحكومات تنظر الينا هكذا فنحن نعطيها الفرصة لذلك لأن من ينظر من الأسفل الى الأعلى لا بدَّ للذي يقابله أن ينظرَ إليه من الأعلى الى الأسفل . وأول ما يتوجب علينا أن نعتلي ونتعالى وننظر الى الحكومات بنفس المستوى لا بل أن نحاول أن نجابهها بمعرفتنا وقدراتنا وتخطيطاتنا وطريقة علاجنا للأمور ونظرتنا للمستقبل ، كيف نراه مبرمجًا مخططا. وكيف نريد أن نصنعه فنحن نصنع المستقبل ولن ننتظره كالقدر المحتم . فإن الله منحنا نعمة العقل والفكر التي نستطيع بالدراسة العميقة المتأملة إيجاد الحلول لكل الصعاب وإجبار المسؤولين على تبني خططنا المستقبلية والعمل على تنفيذها بعزم وإصرار حتى ترضخ الحكومات والوزارات لمطالبنا التي ما هي إلا مطالب حقّ نحتاج اليها لنسير في طريق التقدم والتطور لنواكب العصر الحالي ومتطلباته .
وإذا أردنا أن نعدد ما ينقص القرية فلربما احتجنا الى كتاب ضخم ليتسع لكل ما ينقصنا ولكننا نبدأ من الأشياء الضرورية التي لا بدَّ منها ولا يكتمل العيش بدونها :
اولا : مشكلة البطالة وأماكن العمل للعاطلين من قريتنا ، إن كانوا ذكورًا أم إناثا ، صغارًا أم كبارًا فهنالك ما يزيد عن ألف عاطل عن العمل في القرية .ثانيًا : مشكلة الإسكان ، فكلنا نعرف أن هذه المشكلة ومدى تفاقمها على مرِّ الزمن بسبب طرق المعالجة التي لا تجد الحلول الملائمة وتضيع في الدوائر الحكومية والبيروقراطيا لمدة سنوات عديدة.
ثالثا : تحويل البلدة إلى بلدة سياحية تجتذب السياح اليها وبهذا نزيد الأماكن التجارية التي تزيد من موارد الرزق لأهل البلدة.
رابعًا : محاربة الفساد بشتى أشكاله وفي جميع الأماكن التي عشش فيها وفرّخ .
خامسًا : استغلال الميزانيات وعدم التواني في المطالبة بها وإعداد الخطط المسبقة للحصول على هذه الميزانيات وإجبار المؤسسات الحكومية على المصادقة عليها لمدى ضرورتها وفائدتها للمجتمع.
سادسًا : التعامل مع جمعية المياه والمجاري " פלג הגליל " وإجبارها على استيعاب أكبر عدد ممكن من أبناء القرية للعمل فيها وإرغامها على تخطيط وتصعيد وتنفيذ المشاريع الضرورية التي تعاني من نقصها البلدة وسكانها .
سابعًا : العمل على תוכנית אב للبلدة وتحويلها الى مدينة عبر رؤية صحيحة مخطط لها من قبل مخططين مهنيين يرون كيف ستكون البلدة بعد 20 عامًا والعمل على تنفيذ هذه الخطة.
ثامنا : استغلال جميع القدرات التي بإمكانها أن تسير بالبلدة نحو الأمام ونحو بر الأمان والعمل على أن تكون الفعاليات من أجل المغار وليس من اجل الأفراد.
تاسعًا : استقطاب كل من لديه الغيرة والنخوة لنعمل جميعنا ، كادحين ، " شعارنا الموت أو آمالنا تتحقق " ، ولنكن جميعنا كتلة واحدة تسمى المغار من أجل المغار ولنرفع إكليلا من الغار يشيد بإنجازات المغار لتكون قدوة لكل من يريد تقليدها .
بالعزم والحزم والإصرار نتقدم كلنا بالمغار .
عاشرًا : وأهم من ذلك كله مسار التربية والتعليم والتثقيف للأجيال الناشئة " فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر ".
فكيف نظن بالأبناء خيرًا إذا نشأوا بحضن الجاهلات
فما علينا الا أن نتوحَّدَ ونتكاتف أجمعين واضعين نصب أعيننا الأهداف السامية ونسعى لتحقيقها لكي يحصد مَن بعدنا غلة ما نزرع .
" فمن جدّ وجد ومن زرع حصد " .