نظم معهد جفعات حبيبة وضمن مشروع القراءة الناقدة للإعلام وبمشاركة جمعية "كيشيف" وبدعم من ال" يو أس ايد" دورة على مدار يومين في فندق غاردينيا في مدينة الناصرة, شارك فيهما 32 مربياً عرباً ويهوداً من مدارس ومراكز تربوية مختلفة.
افتتح اللقاء الدكتور غزال أبو ريا مدير فرع سخنين في جفعات حبيبة مهنئاً الأسرة التعليمية بمناسبة العطلة الصيفية آملاً العودة بسلام وأمان وأن تعيش المنطقة هدوءً وطمأنينة بعيداً عن أشباح الحرب, وتوجه للمربين مؤكداً أهمية الدورة لما فيها من إكساب للآليات والطرق لقراءة الإعلام بشكل مهني مشيراً أن الإعلام هو سلطة رابعة تبلور الأجندة اليومية والرأي العام.
هذا وأشار أبو ريا أن الأقلية القومية الفلسطينية داخل الدولة ترى أهمية كبيرة للإعلام العبري ودعا الإعلام العبري أن يكون أداة مدنية لتجميع المواطنين منوهاً أن تغطية الإعلام العبري للمجتمع العربي في معظم الأخبار هي أخبار سلبية, تعمق النمطية عند المجتمع اليهودي عن العرب وأن التغطية فيها تكريس نمطية وآراء مسبقة وهناك تهميش للعرب في الإعلام العبري.
وتحدث في الإفتتاحية مدير جفعات حبيبة يانيف ساغي مشيراً الى أهمية اللقاء من حيث معالجة موضوعاً مهماً داعياً إلى برمجة المشاريع ومبادرات تضمن المصالح المشتركة للعرب واليهود.
أما رياض كبها مدير المركز اليهودي – العربي للسلام في جفعات حبيبة فتوجه للمشاركين العمل على المشاركة في بلورة أفكار ومشاريع إعلامية وعدم الإقصاء وبناء حيز مشترك للعرب واليهود يشعر به العرب انهم شركاء وليسوا مهمشين.
هذا ومر المشاركون على مدار اليومين بورشات عمل شارك فيها أييليت روت وياعيل معيان وسامر عثامنة من مشروع لقاءات وتمركزت الورشات بتحليل أنماط من الإعلام حيث وقف المشاركون على أهمية القراءة بين السطور ومقارنة نصوص إعلامية.
هذا وقام المشاركون بجولة ليلية في أحياء الناصرة ومعالمها بإرشاد الدكتور شريف صفدي ووقف المشاركون على مكانة الناصرة التاريخية بلد السيد المسيح عليه السلام وفي التقييم أكد المشاركون نجاعة وفعالية اليومين الدراسيين.
محمود طربيه مركز التربية الاجتماعية في مدرسة البيان في سخنين شكر مدير المشروع غزال أبو ريا على تنظيم اليومين الدراسيين مشيراً أن المشاركين انكشفوا لموضوع هام لكل الفئات العمرية.
طربيه من جهته أشار: "إننا على مدار سنين شكونا من إقصاء ونقصان المهنية والموضوعية في تعامل الإعلام العبري مع المجتمع العربي وبعد يومين نتمكن الآن من شرح نقصان المهنية وكيف نتعامل مع الإعلام الموجه.
وفي الورشة العملية مع الدكتور غزال أبو ريا الذي طرح تعامل المدرسة مع أحداث الساعة, أكد أن هناك تزايد في تعامل المدرسة مع أحداث الساعة ولكن هذا غير كافٍ وأحداث الساعة هي واقع حياتنا ساعة بساعة وفي كل يوم أحداث الساعة متعددة المجالات اجتماعية سياسية اقتصادية وأمنية, وواجب المدرسة ألا تفصل نفسها عما يحدث في المجتمع, كما وقدم أمثلة لمصطلحات شائعة في الإعلام العبري كمثال , عندما تتم تغطية أحداث في الوسط العربي من قبل الصحافة العبرية فإنهم يقولون :"وجهاء البلدة", بينما في الوسط اليهودي لا يستعملون هذا المصطلح بل يقولون "القيادات المحلية", واستعمال المصطلح كي لا يصل المجتمع العربي إلى حراك اجتماعي بل تجميد الواقع الإجتماعي, كما ويستخدم الإعلام العبري كلمة شباب للتعبير عنها بمعاني سلبية ويربطها ببعداً سياسياً من واقع انتفاضة الشعب الفلسطيني, ومصطلح "الله أكبر" المعروفة لدى كل الديانات فإن تفسيرات الإعلام العبري لها أبعاد سياسية وتجريد المجتمع من مضمونه الإنساني والديني والثقافي.
نشير أن المشروع على مدار سنتين يشارك فيه طلاب عرب ويهود ومربون من مدارس في الجليل والمثلث ومدارس يهودية كذلك، بمرافقة محمد ابو ريا مركز المشاريع في غفعات حبيبة.