حرية المجتمع تقاس بمدى حرية المرأة فيه والاعتراف بالحريات الكاملة للنساء هو الشرط الأساسي لكل تقدم اجتماعي.
كلما نالت المرأة المزيد من حقوقها الاقتصادية ، الاجتماعية والسياسية كلما قطع المجتمع شوطا أكبر في الطريق الى التقدم والحضارة.
إن مسألة حريات المرأة أًصبحت مسألة اجتماعية تفرض نفسها علينا وهي حاجة العصر ويجب أن تحتل قمة الأولويات في برنامج الإصلاح الاجتماعي .
على المرأة ان تكون من اصحاب القرارات المصيرية في كل مجالات حياتنا.
إن الاختلافات البيولوجية لا يمكن أن تكون السبب لهذا التمييز البشع والغير أخلاقي بين الرجل والمرأة ، ولا يمكن أن تكون دليلا على قوة الرجل وضعف المرأة وهي تفسير مرفوض لتبرير هيمنة الرجل .
يستحيل أن تبقى المرأة قوة غير فعالة وعليها المشاركة بأكثر فعالية في النقاش السياسي والاجتماعي . إن حرمانها من المساواة التامة معناه حرمانها من الاحساس الاجتماعي بكل ما يحمل هذا الاحساس من مسؤولية وإنسانية .
إذا استطعنا تحرير المرأة كليًا فنكون قد نجحنا بتحرير الرجل من سيطرة الأفكار التقليدية القديمة والبدائية عليه ونكون قد حطمنا حواجز كثيرة في طريقنا للانفتاح والتطور.
إن الرأي القائل " إن المرأة يجب أن تبقى خلف الرجل " هو من اتفه وأسخف الآراء .
الى متى ستظل المرأة تشعر بأنها غير مسؤولة في مجتمعها ؟ الى متى ستبقى المرأة تنظر الى المجتمع من خلف الباب ؟
على المرأة أن تنمي ثقتها بنفسها وأن تتصدى لكل محاولات الكبت والاستغلال ، عليها أن تنال الفرص المتساوية.
وكما قال الكاتب المصري سلامة موسى "على المرأة أن تخرج من الحجاب النفسي الذي لا يزال يلازمها".
كم من النساء قاومن وكافحن حتى تغنت بهن البشر؟
الكفاح التاريخي أثبت أن الطاقة النسوية هي طاقة نووية وأن المرأة هي العنصر القوي وليس الضعيف .
المرأة هي مصدر قوتنا وليست نقطة ضعفنا .
المرأة هي الأم والأخت هي الزوجة والبنت ، هي مربية الأجيال ومعلمة القيم والأخلاق .
اليس دين التوحيد الذي ينادي بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة ! اليست شريعة الموحدين التي تضع المرأة في مركز المجتمع !
اليس رسول الله (صلعم) من قال عن ابنته فاطمة الزهراء : " إن الله يغضَبُ لغضبها ويرضى لرضاها وإن فاطمة هي بضعة مني فما سرَّها سرَّني وما أغضبها أغضبني !.
اليس يسوع المسيح الذي نادى أمه مريم : " يا امرأة " لما في هذه الكلمة من تقدير ، احترام وقوة!
جان دارك تعتبر بطلة قومية لمدى تأثيرها على الحضارة الفرنسية.
مارجريت تاتشر رئيسة الحكومة البريطانية لقبت بالمرأة الحديدية لدورها في تصميم اقتصاد أوروبا بأكملها .
انجيلا ميركل رئيسة الحكومة التي جعلت المانيا القوة الاقتصادية الأعظم في العالم .
برلمانات اوروبا مليئة بالنساء وفي أسمى المناصب ، القيادات السياسية في القارات الأمريكية تعج بالنساء ذوات النفوذ وصاحبات القرار.
معظم البرلمانات العربية فتحت في وجه المرأة لتصبح شريكة في القرارات المصيرية .
المرأة تترأس الشركات الاقتصادية المهيمنة على اقتصاد العالم ، تترأس معظم الاقسام في المستشفيات وتسيطر على الأجواء الاكاديمية في الجامعات الكبرى .
المرأة في العالم المتحضر تقود وبنجاح فائق المؤسسات التربوية والعلمية .
المرأة وصلت الى الفضاء ، فكيف لا نقف اجلالا أمام رائدات الفضاء اللواتى اصبحن نموذجًا لأجيال كاملة .
كيف لنا ان لا نخضع احترامًا امام مدام كيري العالمة التي بأبحاثها واكتشافاتها غيرت مجرى تاريخ العلوم في العصر الحديث وحصلت مرتين على جائزة نوبل مرة في الكيمياء واخرى في الفيزياء .
وأما نحن في المغار ما زلنا لا نقبل المرأة شريكة في إدارة شؤون البلدة ، وفقط في المغار ما زلنا نخشى ظهور المرأة .
إن مسألة مشاركة المرأة في المغار شُلَّت حتى الآن بفعل عدم وجود سلطة سياسية جريئة تؤمن ، حتى أقصى الحدود ، بهذه المسألة وبأهميتها الكبيرة في الكفاح من اجل بناء مستقبل مشرق ومشرّف.
أنا كمرشح للرئاسة مصمم على تسليم المرأة المناصب والمراكز التي من خلالها تكون من اصحاب القرارات الهامة والمصيرية لهذه البلدة.
إن ايماني بقدرات المرأة هو دون حدود ودون قيود .
وأما بالنسبة لما قيل في المرأة ، قولوا معي :
تبًا لأقوال جان جاك روسو .
تبًا لأفكار كونفوشيوس ، وتبًا لعباس محمود العقاد . فهؤلاء من بين الذين ظلموا المرأة في كتاباتهم.
مرحى لفلسفة الدكتورة نوال السعداوي .
نعم لأفكار سلامة موسى .
وألف نعم لأقوال إبن رشد.