وصلت موقع سبيل رسالة معنونة من السيد شادي جلال قزل أحد سكان حي بكير جنوبي المغار يشكو فيها من الحالة المزرية التي يعيشها سكان الحي منذ اكثر من 12 سنة بدون كهرباء وافتقار البيوت الى البنى التحتية .
محرر موقع سبيل وصل الى المكان وسجّل معاناة أهالي الحي الذين ابلغوه أن احد سكان مستوطنة طفحوت القريبة والذي يزودهم بالكهرباء من المعصرة التي بملكيته والتي كان يديرها السيد نبيل دغش سيتوقف عن تزويد الكهرباء لكافة سكان حي بكير الأمر الذي سيشكل مأساة لا تحمد عقباها.
ويذكر أن سكان الحي كانوا قد تقدموا بطلب الى لجنة التنظيم والبناء لإعطائهم تصاريح بناء وتمت نهائيًا الموافقة من قبل التنظيم والمصادقة على الترخيص شريطة أن يتم ضم المنطقة الى سلطة مجلس المغار المحلي ولكن هذا الأمر لم ينفذ حتى الآن مما يمنع حصول البيوت في هذا الحي على الخدمات المطلوبة ومنها الكهرباء.
ويذكر أن مجلس المغار المحلي كان قد قدّم طلبًا للتنظيم لتوسيع الخارطة الهيكلية وطلبًا بالمصادقة على خارطة تفصيلية لهذا الحي إلا أن هذا الاجراء لم يستكمل بعد.
وتمتد معاناة سكان حي بكير منذ عام 97 حتى اليوم حيث تم تغريمهم لبنائهم بدون ترخيص بمبالغ باهظة تعدت مئات آلاف الشواقل.
والأمر المحزن في هذه الحالة هي أن أقنان الدجاج القريبة من هذه البيوت والتابعة لمستوطنة طفحوت منارة بالكهرباء ومتصلة بشبكات المياه والتلفون والمكيفات والانترنت في حين أن اطفال عائلات حي بكير يعيشون في الحر الشديد دون مكيفات وفي البرد القارص بدون تدفئة وكثيرًا ما تنقطع الكهرباء عنهم.
ويذكر ان سكان الحي يدفعون لمجلس المغار المحلي ضرائب أرنونا عن بيوتهم وكل ما يقدمه المجلس لهم هو إزالة النفايات فقط دون إضاءة الشوارع ودون تعبيدها وانعدام الخدمات الأخرى.
وإذا ما قارنّا مستوى المعيشة في هذا الحي مع المستوى في طفحوت نرى ان هذه المستوطنة تعج ببرك السباحة والدفيئات والملاعب والكهرباء في أقنان الدجاج وكل ما يحتاجه المواطنون هناك.
وتجدر الإشارة الى أن الأراضي المبنية عليها بيوت حي بكير هي ملكية خاصة "طابو" لسكان الحي ويبدو أن المشكلة ستظل في نظر المسؤولين قضية تعود لمسؤولية السلطة المحلية .
وحول موقف السلطة المحلية من هذه القضية اتصل محرر موقع سبيل برئيس المجلس المحامي فريد غانم الذي رد بما يلي :
أولا، أتعاطف تماما مع أهالي بكير ولا شك في ضرورة إيجاد حل جذري للمسألة، وهو ما نعمل عليه. ثانيا، توقيت النشر الآن وعبر وسائل الإعلام، هو توقيت سياسي كما يبدو. فلماذا لم يتوجه إلي الأخ شادي، خصوصا أن شقيقه مستخدم لدينا وليس أسهل من إيصال الرسالة إلينا وبحث الموضوع بعقلانية والبحث عن حل، خصوصا لقضية الكهرباء في البيوت.
ثالثا، كل يوم تقريبا لي لقاءات مع أهالي بكير، ومع عضو المجلس المحلي الاخ مهنا هزيمة، حيث يسكن في "بكير" أشقاؤه وأبناء عموميته وربما بعض أبنائه، وجميعهم أصدقاء وأقرباء لي أيضا. فلماذا اختار الأخ شادي النشر بدلا من إعلامي بالموضوع بخصوص قطع الكهرباء؟ وكيف أن سائر سكان بكير طلبوا منه تمثيلهم ولم يوقعوا على الرسالة التي وجهت للإعلام قبل أن توجه للمجلس المحلي؟ وكيف يريدني الأخ شادي معالجة مشكلة لا أعرف عنها. رابعا، لقضية بكير تاريخ لن أخوض فيه. الحل الوحيد لمشكلة الحي هي العمل على المصادقة على الخارطة التفصيلية، وهو ما نعمل للحصول عليه، بالتعاون مع رئيس لجنة التنظيم في المجلس المحلي، الأخ مهنا هزيمة، بما فيه ذلك بالتباحث مع لجنة التنظبم اللوائية وقبلئذ مع اللجنة المحلية في كفار تابور (لقاءات تمت خلال الشهور الأخيرة)، وبحث المسألة عموما بما فيها قضية بكير في لقاءاتنا مع وزير الداخلية الجديد والمدير العام. خامسا، لا يستطيع المجلس تنفيذ أي مشروع خارج المناطق المرخصة للبناء، لعدم استطاعته الحصول على ميزانيات. كل الوزارات تشترط الحصول على ترخيص. سادسا، مرة أخرى أؤكد أن من يتوجه للإعلام قبل أن يتوجه للمجلس ويبحث الموضوع، إنما يسعى للإساءة وليس لإيجاد الحلول. سابعا، هناك من يتهم رئيس المجلس بكل النوائب، بما فيها بالمسؤولية عن الجفاف والعواصف والأحوال الجوية. أرجو أن لا يكون الأخ شادي واحدا منهم. ثامنا، أنا جاهز لتقديم العون بكل ما أوتيت من صلاحيات ومعرفة. وأرجو أن يكون المهندس المخطط الذي يمثل سكان بكير قد قدم المستندات التي طلبت منه بهدف المصادقة على الخارطة التفصيلية. تاسعا، وللمعلومي، قمت قبل أيام بالمشاركة في لقاء مع رئيس الدولة، بدعوة منه، وبمشاركة رؤساء مجالس وبلديات ومشاركة وزير الداخلية (مساء الاثنين الماضي)، والموضوع الأساس الذي ركزت عليه، خلال النقاش المفتوح، هو ربط البيوت غير المرخصة وغير المرتبطة بشبكة المجاري، بشبكة الكهرباء ووقف معاناة المواطنين. عاشرا وأخيرا، أعود وأؤكد أن يدي ممدودة لتقديم ما أستطيع. أما المقارنات مع طفحوت، فهي صحيحة. هل جديدة علينا سياسة التمييز الصارخ؟