طلال حمّـــــاد
إلى عاد وثمود
والنافخ في العود
النحس وتابعه
سعد وسعيد
والميمون
أصدقائي الخائنون!!
أدعوا معي
لخلاص الجاني
من ضحيّته
دمها ما يزال يقطر من يده
أدعوا معي
لخروج لائق
ممّا نحن فيه
من كبرياء التفرّد
ووحدة وحدانيّة التعدّد
أدعوا معي
لتعديل الوقت
على ساعات أخرى
غير "بيغ بين" الشهيرة
لتخرجنا معافين (بما تبقّى فينا)
من وقتنا الضائع
في مباراة اللا تكافؤ العسيرة
أدعوا معي
لقتلى
لم يدفنوا أبناءهم
في مقابر واضحة
تدلّ على الطريق
إلى القرية الشهيدة
في خطابات القادة الجدد
وفي قصائد الشعراء الصاعدين
على حروف اللغة الدّامية
أدعوا معي
لغداء طلق
في فضاء، حرّ، بلا جريمة
وعشاء، لا يكون الأخير
في طريق آلامنا الطويلة
ونوم هادئ في سرير
بلا قضبان موجعة
ولا حرّاس مهزوزين
وكأس نشربه
بهناء
على شرفة
مفتوحة على المدى
بدون أفق مغشى
بالسحب الدخيلة
انتصاراً لضحكة من القلب
تدحر بندقية غاشمة
وطاغية
أدعوا معي
لزنبقة ووردة جورية
لا تدوسهما قدمٌ
ولا تطيح بهما
ريح همجيّة
في حقل قلبي الذي
عهدت إليكم
بمفتاحه
وتركت لكم فيه
تفاصيل القضية
أدعوا لي
أن لا أعود خائباً
من رحلة اكتشافي لكم
واحداً واحداً
وواحدة واحدة
ومجتمعين
على لغة
بلا قافية
عوجاء
أو عرجاء
ومجتمعات
بدون إنّ الشقيّة
هديّة
لا نضيعها
أو نبيعها
أو نكسر فيها
بهاءها
في لحظة
تُخطئ
فيها الأصابع
عزفها
أو حميّة
عصبيّة
أو قبليّة
أدعوا معي
ولي
أدعوا معي
لكم
آمين قولوا
آمين
يا أيّها الساكبون
دمي في كؤوس راحكم
دون أن تدرون
أنّه دمي الذي
يجري كالساقية
أو أنّكم تدرونْ
لكنّكم تشربون
على صحتي التي
كصحتكم
فانية!