بواسطة: طلال حمّــاد
تأملتُ السكون القاتل الذي طمس معالم حياتي بلون اليأس وغطى السأم والضجر منافذ النور والأمل القادمين من منابع الشوق لذكريات جميلة امتدت جذروها لتصل بين الوطن وغربتي...
أخذت أحملق في كل ما أصابني واعترضني وحلت لعنته على روحي التائهة الوحيدة المعذبة منذ قدمتُ ووطئت قدماي هذه البلاد الموحشة الغريبة.
كانت الأحداث تتقاذفني كأشباح قُطِعَتْ رؤوسها بلا ذنب ارتكبته أو جريمة اقترفتها.
لقد أصبحت حياتي صراعات... وأضحت أيامي شبيهة بمسافر انتظر طويلاً... مرور قطار عند محطة عتقية...هجرها أهلها قبل أن يولد وتبصر عيناه نور الحياة.
لم استطع السيطرة على دموعي المحكومة بالمؤبد في قمقم أحزاني ففرت من قيودها وجرت بلا توقف.
وانطلقت عاصفة هوجاء مجتاحة كياني.. وبركان هائج انتفض من سكونه ثائراً لتمتد نيرانه وتلتهم ما تبقى من سكوني...لأجد بعدها يدي تخذلني فتمسح بعفوية وجهي الشاحب الذي أرهقته إسقاطات وإرهاصات زمن الغدر والخيانة وأوجعته طعنات يد آثمة قدمت من الجحيم.
هكذا كنت في تلك الليلة الكئيبة وما قبلها من ليال تناثرت فيها احزاني وطفت أشلاء معاناتي فوق سطح السراب اللامتناهي في أعماقي.
لم استطع النوم ولم أعد قادرة على تحمل المزيد فقد ضاقت نفسي ويئست روحي وانتفضت جوارحي معلنة التمرد والعصيان.
لكن هيهات هيهات فقد أحالتني غربة أيامي إلى صحراء تغلغلت فيها كل ألوان الإضطهاد وأطياف الظلم.
بت على يقين أنني سائرة نحو الهلاك.. والنهاية تسرع الخطى متجهة بي إلى سواد مدقع هناك بعيدا في الجهة الأخرى.
أيها القهر أرحني أرجوك.. وارحل بعيداُ عني.. فلم يعد جناحي يحملانني ولم أعد أستطيع التحليق أكثر خارج السرب.. وأحلامي دفنتها كسنوات عمري الضائعة بلا هدف في متاهة سحقتني وكتمت صوتي المخنوق بالأصل.