لقد سبق وتحدثنا عن الحوار آدابه ولزوميّاته وعن ضرورة تبادل الأفكار والآراء بين الأفراد والمجموعات وحسن الجدال والنقاش وحيوية التريث والتروي وعدم التهور والتسرع وحسن الاستماع والإصغاء وإعطاء كل ذي حق حقه ولقد قالوا:
كن في الطريق عفيف الخطى
شريف السماع كريم النظر
وكن رجلاً إن أتوا بعده
يقولون مرَّ وهذا الأثر
ولنعرف جميعنا أن الانسان في هذه الحياة كقلم الرصاص تبريه العثرات وتحدد رأسه ليكتب خطًا أجمل ويستمر ليفنى القلم وتبقى الكتابة ولشدّ ما آسف على أناسٍ لا يعرفون الا التقليد فكل ما يعملون تقليد لغيرهم فهم محرومون من نعمة الابتكار والتفوق.
تتسابق الكلمات والجمل في خاطري وتتنافس وتتصارع ولكني اردعها قائلا رويداً فعلينا ألا نقول كل ما نعرف وإنما يجب علينا أن نعرف ونتأكد من حقيقة كل ما نبغي قوله فنحن أصحاب الذاكرة القوية والذكريات المريرة لا ينوبنا إلا الشقاء والإنسان الناجح هو الذي يغلق فمه قبل ان يغلق الناس آذانهم ويفتح آذانه قبل أن يفتح الناس أفواههم ، وكل من عمل أو يعمل معرض للأخطاء وإذا اخطأ عليه ان يتقبل النقد كتقبله للمديح ومن أراد إبداء رأيٍ عليه التمثل بالضرير والتعلم منه فهو لا يضع رجله بمكان قبل أن يتحسسه بعصاه ويتفحصه ولنعرف أن كلمات المدح بطيئة التسرب والانتشار ولكن كلام الذم أسرع من الضوء لهذا يجب علينا ان نختار كلامنا بدقة وان نعطي الاختيار الزمن الكافي لينضج كلامنا ويستوي ويصبح كالثمرة الشهية الناضجة حلوة المذاق طيبة الطعم فتبلع وتهضم.
وإذا استشارك أحد قدِّم له النصيحة لأنك تنقله الى مرحلة الاعتراف بسدادة رأيك وحسن مشورتك.
ومن آداب الحوار ومبادئه
فكر كثيراً واستنتج طويلاً وقل قليلاً وحاول ان تذكر كل ما تسمع فلا بد ان تحتاجه .
كلمات قليلة ننقلها اليكم آملين أن تعود علينا بالخير جميعاً وإيانا والتهور وفقد الأعصاب في لحظات الغضب فما علينا إلا أن نكبح أعصابنا الهائجة المتهيجة وردعها متحلين بالحلم والوقار والتأني والسيطرة على عواطفنا وأعصابنا ممتنعين عن الطيش والتسرع والاندفاع والعجلة التي تقودنا الى السُّفهِ والغباء فالتهور خلقٌ مستقبح يوقعنا في الأخطاء ويجلب لنا الأضرار فما على العاقل الحكيم إلا التريث والتمهل ليستطلع معالم الحقائق وليكن على بصيرة من أمره وأمر الناس حتى تُسْتوضَح مواضعُ الأقدام فتحمد العاقبة.