شاطئ البحر يفترض أن يكون مكاناً هادئاً وادعاً،بل وآمناً وخالياً من السيارات،لكن الواقع غير ذلك تماماً.ففي السنوات الأخيرة يشاهد المزيد والمزيد من السيارات على مقربة من "خط المياه":جيبات وتراكترونات وسيارات "باغي" ودراجات حقل-أصبحت في السنوات الأخيرة جزء من شواطئ البحر في إسرائيل. .
وإزاء ذلك قررت جمعية "أور يروك" وسلطة الطبيعة والحدائق مكافحة هذه الظاهرة الخطير التي أوقعت ضحايا كثيرة من الناس في السنوات الأخيرة،وأطلقتا حملة جديدة تهدف إلى منع دخول المركبات إلى شاطئ البحر،وعنوان الحملة:"نضع حدا ًللسواقة على الشاطئ"!
فبالإضافة إلى المخاطر التي تسببها السيارات والمركبات لحياة المواطنين المستحمين،فإن الأنواع الثقيلة منها(من السيارات) تلحق أضراراً مدمّرة بالتوازن الطبيعي للبيئة القريبة من الشواطئ،إذ أن الجيبات والتراكتورونات مضّرة للسلاحف البحرية والأسماك وباقي الحيوانات المائية والنباتات.
ويستدل من معطيات سلطة الطبيعة والحدائق،أن طول شواطئ إسرائيل الإجمالي يبلغ مئتي كيلومتر،80% منها معّرضة بشكل مباشر أو غير مباشر للأضرار الناجمة عن مركبات الحقل والدراجات والتراكتورونات التي تلحق الضرر بالطبيعة وتعرّض المستجمين على الشواطئ للمخاطر.
وفي إطار مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة والقبيحة،تستخدم سلطة الطبيعة والحدائق وسائل حازمة لتطبيق القانون.وهذا العام،وللمرة الأولى ،تستخدم السلطة طائرة عمودية خاصة لضبط السائقين المخالفين للقانون من الجو،بينما يستعين مفتشو السلطة بالكاميرات لتصوير السيارات المتواجدة على الشاطئ ويعزمون أصحابها.
وفي هذا السياق صرّح شموئيل أبواف،المدير العام لجمعية "أور يروك" أنه نشأت في إسرائيل في السنوات الأخيرة ظاهرة خطيرة منافية للقانون،مثل السواقة المتهورة للمركبات الميدانية والدراجات والتراكتورونات على الشواطئ،التي يوجد من بين المستجمين فيها أطفال وأولاد يتراكضون عادة فوق الرمال ويصعب الانتباه إليهم،مثلهم مثل المستحمين المتسلقين للتسفّح ("شيزوف").
ويتوجب على وزارة المواصلات أن تضيف السيارات الداخلة إلى الشواطئ إلى قائمة المخالفات التي يستوجب مصادرة السيارة المخالفة، ويتوجب على الشرطة كذلك أن تدعم سلطة الطبيعة والحدائق بتكثيف جهود تطبيق القانون على الشواطئ.
وخلال أشهر تموز وآب وأيلول،سينشط متطوعو "أور يروك" في ترسيخ الوعي بشأن المخاطر الكامنة في دخول مركبات الحقل إلى الشواطئ.وسينتشر هؤلاء المتطوعون في مختلف شواطئ البلاد ليزاولوا نشاطهم التوعوي لصالح المستجمين فيما يتعلق بمخاطر السواقة على الشاطئ . ويتضمن هذا النشاط توزيع مواد إعلامية وقبعات وملصقات وأعلام للمستجمين على الشواطئ. للمستجمين على الشواطئ.
وستكون أنشطة متطوعي "أور يروك" مصحوبة بقيام مفتشي سلطة الطبيعة والحدائق بتطبيق القانون،بدعم من شرطة إسرائيل وشعبة السير وحرسي الحدود والشرطة البحرية والسلطات المحلية ومفتشي وزارة البيئة.
ويحظر القانون الإسرائيلي دخول المركبات إلى الشواطئ في منطقة تبعد مئة متر على الأقل من خط المياة.ويغرّم المخالفون بمبلغ يتراوح ما بين 500 ألف شيكل.ومنذ سن هذا القانون كثفت سلطة الطبيعة والحدائق جهودها في تطبيقه بحقّ السائقين المخالفين ،ففي عام 2012 سجّل مفتشو السلطة حوالي ألفي مخالفة بالمبالغ المذكورة(500-ألف شيكل)،بحق سائقين مخالفين.
وفي هذا السياق صرّح شاؤول غولدشتاين،المدير العام لسلطة الطبيعة والحدائق بأن السواقة على الشواطئ هي ظاهرة تتسبب بأضرار فادحة للبيئة الساحلية الحساسة ولكل من يرغب في الاستحمام على الشاطئ .وعلى عكس بعض الدول،فقد "بوركت" إسرائيل برقعة ساحلية،هي رقعة صغيرة ،لكنها غالية وثمينة،ويتوجب علينا المحافظة عليها.والدعم الممنوح لنا من الجمهور سيعيننا على مكافحة تلك الظاهرة التي تشمل بضع مئات من السائقين الذين لم يستوعبوا القانون،بينما نحن نبغي التواصل مع الجميع بواسطة التوعية والإعلام،من جهة،وبالتطبيق الحازم للقانون-من الجهة الأخرى.